125

Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Chercheur

أحمد زكي باشا

Maison d'édition

المطبعة الأميرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Lieu d'édition

القاهرة

مديحنا! فقام، فأنشده، فأجاد، وأبلغ. فقال: أنت شاعرنا، وأنت مادحنا؛ قم فاركبه! فألقى النصراني ثوبه، وقال: جب، يا ابن المراغة قال: وساء ذلك من حضر من المضرية، وقالوا: يا أمير المؤمنين، لا يركب الحنيف المسلم، ولا يظهر عليه.
فاستحيا عبد الملك، وقال: دعه! قال: فانصرف أخزى خلق الله حالًا، لما رأيت من إعراض أمير المؤمنين عني، وإقباله على عدوي، حتى إذا كان يوم الرواح للوداع، دخلت لأودعه، فكنت آخر من دخل عليه. فقال له محمد بن الحجاج: يا أمير المؤمنين، هذا جرير، وله مديح في أمير المؤمنين! فقال: لا، هذا شاعر الحجاج.
قلت: وشاعرك، يا أمير المؤمنين! قال: لا.
فلما رأيت سوء رأيه، أنشأت أقول:
أتصحو أم فؤادك غير صاح ...
فقال: ذاك فؤادك! ثم أنشدته، حتى بلغت البيت الذي سره، وهو قولي:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح؟
فاستوى جالسًا، وكان متكئًا، فقال: بلى نحن كذلك، أعد. فأعدت، فأسفر لونه،

1 / 133