وهكذا تجدني لم أبتعد عن الحق، بل التزمته حين قلت لك إن الجهل يكون في كثير من الأحيان رأس مال خطيرا في عالم الصحافة.
وكما تجتذب الصحافة هؤلاء تجتذب أيضا من يريد أن يظهر اسمه منقوشا بحروف المطبعة ولا يهم على أي مادة يظهر هذا الاسم، إنما المهم أن يظهر حتى ليضطر بعض الذين على شيء من العلم أن يخفوا علمهم هذا وكأنه سبة حتى يقبل صاحب الأمر في الصحافة أن ينشر له.
ومن الصحفيين من يريد أن يتصل بصاحب سلطة أو صاحب جاه أو صاحب شهرة.
ومنهم من يريد أن يكون كاتبا فيبدأ حياته ناقل خبر حتى يصل الزمن به يوما أن يكون صاحب قلم.
ومنهم غير ذلك. في بعضهم الإخلاص لمهنته، وفي بعضهم الرغبة أن يركب مهنته وسيلة إلى غاية أخرى.
ومنهم من يتخذ مهنته - كما ينبغي لها أن تكون - مهنة الأمانة والشرف والصدق والنقد الراغب في الإصلاح والتأييد المنبعث في الحق.
ومنهم من يتخذ مهنته - كما ينبغي لها أن تكون - سلاحا لقطع الطريق وفرض إتاواته على كل من لا يطيع رغباته الشخصية، فإذا هاجم هاجم لينال، وإن مدح مدح لينافس ... و...
وإذا أنت لم تشرب مرارا على القذى
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
في كل مهنة في الحياة أخبارها وأشرارها، وهل المهن جميعا إلا بنات الحياة، صناعها هم أبناء الدنيا، والدنيا خير وشر، وشرفاء ولصوص، وأتقياء وفجرة ، وأنقياء وقذرة. •••
Page inconnue