قال الرجل ذو الشعر الأحمر ببطء: «لا يا سيدي. من الواضح أن عنقه قد كسر.»
أطبق القبطان ماكافوي شفتيه على جزء لا يستهان به من شاربه. وقال ممتعضا: «اللعنة على ذلك. يا له من حادث يقع للمرء في يوم زفافه!»
الجزء الثاني
الفصل الأول
سيدة عظيمة على حصان أبيض
يصدع الصباح بجلبته مع عبور أول قطار سريع لشارع ألين. تسمع الصلصلة المتزامنة مع ضوء النهار عبر النوافذ، وتهتز منازل الطوب القديمة، فيتناثر الضوء على عوارض هيكل القطار السريع كقصاصات ورق براقة.
تترك القطط صفائح القمامة، ويرجع البق إلى الجدران، تاركا أطراف الأبدان المتصببة عرقا، تاركا أعناق الأطفال الصغار الغضة والقذرة في سباتها. يتقلب الرجال والنساء أسفل البطانيات وأغطية الأسرة فوق المراتب في أركان الغرف، وتندلع حشود من الأطفال شارعة في الصراخ والركل.
على ناصية شارع ريفرتون، يفرش الرجل الهرم ذو اللحية الشبيهة بالقنب الذي لا يعلم أحد أين ينام؛ أوعية المخلل. أحواض من الخيار، والفلفل الحلو، وقشور البطيخ، ومخللات الخردل التي تنثر النباتات المعترشة الملتفة والمحالق الباردة برائحة الفلفل الرطب التي تتنامى كحديقة ذات مستنقعات مع روائح الأسرة المسكية والصخب النتن للشارع المعبد بالحصى المستيقظ أهله لتوهم.
يجلس الرجل الهرم ذو اللحية الشبيهة بالقنب الذي لا يعلم أحد أين ينام؛ في وسط الأحواض كيونان النبي أسفل يقطينته.
صعد جيمي هيرف أربعة طوابق تصرصر أدراجها، وقرع بابا أبيض ملطخا بآثار الأصابع أعلى المقبض حيث يظهر الاسم «ساندرلاند» بأحرف إنجليزية قديمة على بطاقة مثبتة بعناية في مكانها بدبابيس نحاسية. انتظر طويلا بجوار زجاجة حليب، وزجاجتي قشدة، وعدد يوم الأحد من صحيفة «نيويورك تايمز». كان ثمة حفيف خلف الباب وصرير خطوة قدم، ثم لم يسمع شيء. دفع زرا أبيض في عضادة الباب. «وقال إنني مغرم بك للغاية يا مارجي، وقالت ادخل من المطر، أنت مبتل تماما ...» أتت أصوات من ناحية الدرج: قدم رجل مرتد حذاء ذا أزرار، وقدمت فتاة ترتدي صندلا، وذات ساقين ورديين ناعمتين كنعومة الحرير، الفتاة ترتدي فستانا منفوشا وقبعة خادمة ربيعية، والشاب يرتدي صدرية ذات حواف بيضاء وربطة عنق بألوان الأخضر والأزرق والأرجواني. «ولكنك لست من هذا النوع من الفتيات.» «كيف لك أن تعرف أي نوع من الفتيات أنا؟»
Page inconnue