يتضخم وجه كيد الأبيض المدمر أمامه كالبالون، وتضرب قبضته جيمي في فمه، حيث يندفع مذاق الدم المالح من شفته المقطوعة. يسدد جيمي ضرباته مسقطا الفتى على الحلبة، واخزا بطنه بركبته. سحبوه وألقوا به على الجدار مرة أخرى. «هيا يا كيد.» «هيا يا هيرفي.»
يشعر برائحة الدم في أنفه ورئتيه، وأنفاسه تحشرج. تندفع قدم وتوقع به. «يكفي هذا، خسر هيرفي.» «مخنث ... مخنث.» «ولكن اللعنة يا فريدي، لقد طرح كيد أرضا.» «اخرس، لا تحدث مثل هذه الجلبة ... سيصعد هوبي الهرم.» «مجرد جولة صغيرة ودية، ألم تكن كذلك يا هيرفي؟»
يصرخ جيمي وقد أعمته الدموع، ملوحا بكلتا ذراعيه: «اخرجوا من غرفتي، جميعكم، جميعكم.» «طفل باك ... طفل باك.»
يصفع الباب خلفه، ويدفع المكتب خلف الباب، ويزحف مرتجفا إلى السرير. يستدير على وجهه ويستلقي متلويا في خزي، عاضا الوسادة.
حدق جيمي في بصيص لمعان الأتربة على لوح النافذة.
عزيزي،
كانت أمك المسكينة مستاءة للغاية عندما وضعتك في نهاية المطاف في القطار ورجعت إلى غرفتها الفارغة في الفندق. عزيزي، إنني في غاية الوحدة من دونك. هل تعلم ما فعلت؟ لقد أخرجت كل جنودك الدمى، تلك التي اعتادت أن تكون في أسر بورت آرثر، ورتبتها جميعا في كتائب على رف المكتبة. أليس ذلك مضحكا؟ لا تقلق يا عزيزي، سيحل الكريسماس قريبا وسألتقي بولدي مرة أخرى ...
بوجه مجعد على الوسادة: أصابت أمي سكتة دماغية وسأرجع الأسبوع القادم إلى المدرسة. ينمو جلد ذو حبيبات داكنة رخوا أسفل عينيها، ويزحف الشيب إلى شعرها البني. لا تضحك الأم مطلقا. إنها السكتة الدماغية.
رجع فجأة إلى الغرفة، وألقى بنفسه على السرير وفي يده كتاب رفيع بغلاف من الجلد. رعد الموج عاليا على الحاجز المرجاني. لم يكن يريد أن يقرأ. كان جاك يسبح سريعا عبر المياه الزرقاء الهادئة للبحيرة الشاطئية، ووقف في ضوء الشمس على الشاطئ الأصفر يهز عنه القطرات المالحة، واتسعت فتحتا أنفه لرائحة تحميص فاكهة الخبز بجوار نار مخيمه المعزول. زعقت وقهقهت الطيور ذات الريش الزاهي من فوق القمم السرخسية الطويلة لنخيل جوز الهند. كانت الأجواء في الغرفة ساخنة إلى حد يبعث على النعاس. أخذت جيمي سنة من النوم. فاشتم رائحة ليمون بالفراولة ورائحة أناناس على سطح السفينة، وكانت أمه هناك في بذلة بيضاء ومعها رجل أسمر يرتدي زورقية، وتموج ضوء الشمس على الأشرعة الطويلة البيضاء بياض الحليب . تعلو الضحكة الرقيقة للأم فتصبح صحية. تسير ذبابة في حجم عبارة تجاههم عبر الماء، وتمد مخالب مفلولة كمخالب سرطان البحر. يصيح الرجل الأسمر في أذنه: «اقفز، اقفز، يمكنك اجتياز الأمر بقفزتين.» يئن جيمي: «ولكن أرجوك لا أريد ... لا أريد.» يضربه الرجل الأسمر، اقفز، اقفز، اقفز ... «أجل دقيقة واحدة. من؟»
كانت الخالة إيميلي عند الباب. «لم توصد بابك يا جيمي ... لا أسمح مطلقا لجيمس أن يوصد بابه.» «أفضله كذلك يا خالة إيميلي.» «كيف لصبي أن ينام في هذا الوقت من فترة ما بعد الظهيرة؟» «لقد كنت أقرأ رواية «جزيرة المرجان» وغلبني النعاس.» كانت وجنتا جيمي تتوردان. «حسنا. هيا أسرع. لقد قالت الآنسة بيلينجز ألا تتوقف عند غرفة أمك. إنها نائمة.»
Page inconnue