Transfert de Manhattan

George Orwell d. 1450 AH
162

Transfert de Manhattan

تحويلة مانهاتن

Genres

تقول آنا: «أتمنى لك ذلك. لا أهتم بما أتناوله، فيحولني ذلك إلى سمينة.» «ما زلت غير سمينة للغاية ... أنت فقط ممتلئة الجسم لذا يحبون عناقك. حاولي ارتداء ملابس صبيانية وأؤكد لك أنك ستبدين في مظهر جيد.» «يقول حبيبي إنه يحب أن تكون الفتاة ممتلئة القوام.»

شقتا طريقهما على الدرج عبر مجموعة من الفتيات يستمعن إلى فتاة صغيرة صهباء تتحدث بسرعة وتفتح فمها على مصراعيه وتقلب عينيها. «... كانت تعيش في المبنى التالي مباشرة في 2230 جادة كاميرون، وقد ذهبت إلى ميدان سباق الخيل مع بعض صديقاتها، وعندما وصلن إلى المنزل كان الوقت متأخرا وتركنها تذهب إلى المنزل وحدها، في جادة كاميرون، أترين؟ وفي الصباح التالي عندما بدأ أهلها البحث عنها وجدوها خلف لافتة نعناع سبيرمينت في باحة خلفية.» «هل ماتت؟» «من المؤكد أنها قد ماتت ... لقد فعل بها أحد الزنوج شيئا فظيعا ثم خنقها ... شعرت بالفزع. لقد كنت أذهب إلى المدرسة معها. ولم تتأخر فتاة في جادة كاميرون بعد حلول الظلام؛ إنهن في غاية الفزع.» «بالطبع رأيت كل شيء عن الحادث في الصحيفة ليلة أمس. تخيلي العيش في المربع السكني التالي لها مباشرة.» •••

صرخت روزي وهي تجلس بجوارها في سيارة الأجرة: «هل رأيتني وأنا ألمس ظهر ذلك الأحدب؟» «أتقصدين في ردهة المسرح؟» شد بنطاله الذي كان ضيقا على ركبتيه. «سيجلب لنا ذلك الحظ يا جيك. لم أر قط ظهر أحدب يفشل في جلب الحظ ... إذا لمسته على حدبته ... أوه، أشعر بالإعياء من السرعة التي تسير بها سيارات الأجرة هذه.» اندفعا للأمام على أثر التوقف المفاجئ لسيارة الأجرة. «يا إلهي، لقد كدنا ندهس صبيا.» ربت جيك سيلفرمان على ركبتها. «أيها الفتى الصغير المسكين، هل أنت بخير؟» أثناء ركوبهما السيارة ذاهبين إلى الفندق كانت ترتجف ودفنت وجهها في ياقة معطفها. عندما ذهبا إلى مكتب الاستقبال ليحصلا على المفتاح، قال الموظف لسيلفرمان: «هناك رجل ينتظر أن يراك سيدي.» جاء إليه رجل غليظ البنية مخرجا سيجارا من فمه. «هلا اتخذت خطوة في هذا الطريق لبعض الوقت يا سيد سيلفرمان.» ظنت روزي أنها ستفقد وعيها. وقفت ثابتة تماما، مجمدة، ووجنتاها غاطستان عميقا في ياقة معطفها المصنوعة من الفرو.

جلسا في كرسيين عميقين وتهامسا مقربين رأسيهما. خطوة خطوة، اقتربت تستمع. «مذكرة ... وزارة العدالة ... استخدام البريد للاحتيال ...» لم تستطع سماع ما قاله جيك بين هذه العبارات. ظل يومئ برأسه كما لو كان موافقا. ثم فجأة تحدث بسلاسة مبتسما . «حسنا، لقد استمعت لموقفك يا سيد روجرز ... وها هو رأيي. إذا اعتقلتني الآن فسأفلس ويفلس عدد كبير من الذين وضعوا أموالهم في هذا المشروع ... يمكنني في غضون أسبوع تصفية الأمر بأكمله مع تحقيق الربح ... إنني يا سيد روجرز رجل أساءت إلي أيما إساءة حماقة الوثوق فيمن لا يستحقون الثقة.» «لا أستطيع المساعدة في ذلك ... واجبي هو تنفيذ المذكرة ... يؤسفني أنني سأضطر لتفتيش غرفتك ... كما ترى فإن أمامنا العديد من الأغراض الصغيرة ...» نفض الرجل الرماد من سيجاره وبدأ في القراءة بصوت رتيب. «جيكوب سيلفرمان، الاسم المستعار إدوارد فافيرشام، سيميون جيه أربوثنوت، جاك هينكلي، جيه جولد ... أوه، لدينا قائمة صغيرة جيدة ... لقد أجرينا بعض العمل الجيد جدا في قضيتك، لو كان لي أن أقول ما لا ينبغي قوله.»

نهضا واقفين. هز الرجل ذو السيجار رأسه باتجاه رجل نحيف يرتدي قبعة جلس يقرأ صحيفة في الجانب الآخر من الردهة.

سار سيلفرمان إلى مكتب الاستقبال. وقال للموظف: «لقد استدعوني في العمل. هلا جهزت لي فاتورتي من فضلك؟ ستشغل السيدة سيلفرمان الغرفة لبضعة أيام.»

لم يكن بوسع روزي أن تنطق بكلمة. تبعت الرجال الثلاثة داخلين إلى المصعد. قال المحقق النحيف وهو يسحب حافة قبعته: «إننا آسفون لاضطرارنا لفعل ذلك يا سيدتي.» فتح لهم سيلفرمان باب الغرفة وأغلقه خلفه بعناية. «أشكر تفهمكما أيها السيدان ... زوجتي تشكركما.» جلست روزي على كرسي مستقيم في أحد أركان الغرفة. كانت تعض لسانها بقوة أكثر فأكثر محاولة منع شفتيها من الارتجاف. «نحن ندرك يا سيد سيلفرمان أن هذه ليست قضية جنائية عادية.» «ألن تتناولا شرابا أيها السيدان؟»

هزا رأسيهما. كان الرجل الغليظ البنية يشعل سيجارا جديدا.

قال للرجل النحيل: «حسنا يا مايك ابحث في الأدراج والخزانة.» «هل هذا عادي؟» «إذا كان هذا عاديا، لكنا قد وضعنا الأصفاد على يديك واعتبرنا هذه السيدة مشاركة في الجريمة.»

جلست روزي بيديها المتجمدتين المشبكتين بين ركبتيها تؤرجح جسدها من جانب إلى آخر. كانت عيناها مغمضتين. وبينما كان المحققان يفتشان في الخزانة، انتهز سيلفرمان الفرصة ليضع يده على كتفها. ففتحت عينيها. «في اللحظة التي يقبض علي فيها المحققان اللعينان اتصلي بشاتز وأخبريه بكل شيء. توصلي إليه ولو تطلب ذلك أن توقظي الجميع في نيويورك.» هكذا تحدث بصوت منخفض وبسرعة وشفتاه بالكاد تتحركان.

Page inconnue