85

أحدهما من المستحبات الاكيدة التعزية لاهل المصيبة وتسليتهم ، وتخفيف حزنهم بذكر ما يناسب المقام ، وماله دخل تام فى هذا المرام من ذكر مصائب الدنيا وسرعة زوالها ، وإن كل نفس فانية ، والاجال متقاربة ، ونقل ما ورد فيما أعد الله تعالى للمصاب من الاجر ، ولا سيما مصاب الولد من أنه شافع مشفع لابويه ، حتى أن السقط يقف وقفة الغضبان على باب الجنة فيقول : لا أدخل حتى يدخل أبواي ، فيدخلهما الله الجنة ، إلى غير ذلك ، وتجوز التعزية قبل الدفن وبعده ، وإن كان الافضل كونها بعده ، وأجرها عظيم ، ولا سيما تعزية الثكلى واليتيم ، فمن عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شى ء ، و( ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة) و( كان فيما ناجى به موسى عليه السلام ربه أنه قال : يا رب ما لمن عزى الثكلى ؟ قال : أظله فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى ) و( إن من سكت يتيما عن البكاء وجبت له الجنة ) و( ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم إلا ويكتب الله عز وجل له بعدد كل شعرة مرت عليه يده حسنة ) إلى غير ذلك مما ورد فى الاخبار ، ويكفى فى تحققها مجرد الحضور عند المصاب لاجلها بحيث يراه ، فإن له دخ

فى تسلية الخاطر ، وتسكين لوعة الحزن ، ويجوز جلوس أهل الميت للتعزية ، ولا كراهة فيه على الاقوى ، نعم الاولى أن لا يزد على ثلاثة أيام ، كما أنه يستحب إرسال الطعام إليهم فى تلك المدة ، بل إلى الثلاثة وإن كان مدة جلوسهم أقل .

Page 85