Libération et Élucidation dans l'Art de la Poésie et de la Prose et l'Explication du Miracle du Coran

Ibn Abd Wahid Ibn Abi Isbac d. 654 AH
79

Libération et Élucidation dans l'Art de la Poésie et de la Prose et l'Explication du Miracle du Coran

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Chercheur

الدكتور حفني محمد شرف

Maison d'édition

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Lieu d'édition

لجنة إحياء التراث الإسلامي

ومنها إخراج الكلام بالتشبيه مخرج الإنكار كقوله تعالى: " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر " وهذا إنكار على من جعل حرمة الجماد كحرمة من آمن بالله، وفي ذلك أوفى دلالة على تعظيم حال المؤمن بالإيمان، وأنه لا يساوي به مخلوق ليس على صفته بالقياس. واعلم أن الشيء لا يشبه بنفسه ولا بغيره من كل وجه، فإن الشيئين إذا تشابها من جميع الجهات اتحدا، ولا يشبه الشيء بما هو دونه في الصفة الجامعة بينهما. والتشبيه الصناعي على ضربين: تشبيه بأداة، وتشبيه بغير أداة وفائدته قرب المشبه من المشبه به. وأدوات التشبيه خمسة: الكاف، وكأن، وشبه؛ ومثل، والمصدر، بتقدير الأداة. وفي المصادر ما لا يمكن تقدير الأداة فيه كقول الشاعر بسيط: فإنما هي إقبال وإدبار أي ذات إقبال وذات إدبار. وفي التشبيه نوع آخر لا بد من تقدير الأداة فيه كقوله تعالى: " وأزواجه أمهاتهم " وهو من غير القسمين أعني قسمي المصادر فالذي بالأداة قوله تعالى: " مثل نوره كمشكاة فيها مصباح " وكقول امرئ القيس طويل:

1 / 161