Libération et Élucidation dans l'Art de la Poésie et de la Prose et l'Explication du Miracle du Coran

Ibn Abd Wahid Ibn Abi Isbac d. 654 AH
133

Libération et Élucidation dans l'Art de la Poésie et de la Prose et l'Explication du Miracle du Coran

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

Chercheur

الدكتور حفني محمد شرف

Maison d'édition

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

Lieu d'édition

لجنة إحياء التراث الإسلامي

الليل بالذكر لما في الليل من راحة الحيوان، وخصوصًا الإنسان، لأنه يستريح فيه من الكد والفكر، ولكون الليل جعل سكنًا، والسكن الحبيب، لا سيما وقد جعلته ليلًا معتدلتًا بين الحر والبرد، والطول والقصر، وهذا صفة ليل تهامة، لأن الليل يبرد فيه الجو بالنسبة إلى النهار مطلقًا، لغيبة الشمس، وخلوص الهواء من اكتساب الحر فيكون في البلاد الباردة شديدة البرد، وفي البلاد الحارة معتدل البرد مستطابه، فقالت: زوجي مثل ليل تهامة، وحذفت أداة التشبيه، ليقرب المشبه من المشبه به، وهذا مما يبين لك لفظ التمثيل في كونه لا يجيء إلا مقدرًا بمثل غالبًا، ولا كذلك لفظ الإرداف، وإلا فانظر إلى قول صاحبتها في الإرداف: زوجي رفيع العماد فتجدها قد وصفته بصيغة المبتدأ والخبر، لكون الخبر غير المبتدأ لأمثله، إّ لا يجوز هاهنا تقدير مثل في الكلام لتعلم أن لفظ الإرداف أقرب إلى لفظ المعنى من التمثيل. ومن شواهد التمثيل الشعرية قول الرماح بن ميادة طويل: ألم أك في يمنى يديك جعلتني ... فلا تجعلني بعدها في شمالكا فإن هذا الشاعر أراد أن يقول: ألم أكن قريبًا منك، فلا تجعلني بعيدًا عنك، فعدل عن هذا اللفظ الخاص إلى لفظ التمثيل، لما فيه من الزيادة في المعنى، لما تعطيه لفظتا اليمين والشمال من الأوصاف التي لا تحصل إلا بذكرهما، وذلك لأن اليمين أشد قوة من الشمال غالبًا وهي أقرب إلى

1 / 215