Libération des Idées
تحرير الأفكار
Genres
قلت: ولا وجه للجرح بهذا القول، ولكن شدة حرص القوم جعلتهم يتصيدون له أسباب الجرح، ويفسرون كلامه بالمعاني الفاسدة استمرارا في الصراع. وهذا الكلام إن صح عن جابر يحتمل أنه أراد أن ذلك الحساء الذي شربه كان سبب تعلمه، وكانت فيه بركة بعثت فيه الرغبة للتعلم من الباقر والحب له، والرغبة في ملازمته، حتى حفظ به أي بسبب ذلك أربعين ألف حديث.
ومن ذلك قوله: وقال يحيى بن يعلى: سمعت زائدة يقول: جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
قلت: اعتقاد القوم في جابر هذا الاعتقاد وشبهه هو الذي جعلهم يشنون عليه الغارات ويتعصبون عليه، وجعل الجرح فيه يربو بطول المدة، فقد كان قليلا في ترجمته التي في كتاب ابن أبي حاتم وكتاب « التاريخ الكبير » للبخاري، فلم يأت زمان صاحب « تهذيب الكمال » إلا وقد كثر وتولدت أقاويل هامة لو كانت صحيحة لكانت مظنة أن تذكر في الكتابين، ولم يأت زمان ابن حجر إلا وقد زاد على ما في « تهذيب الكمال » للمزي، لأن العداوة والبغضاء تبعث على التقول.
ولذلك تقول مقبل على أهل صعدة بما مر ذكره، ومن التقول أن يدعوا أنه يشتم الصحابة بعبارة التعميم لأجل رواية رواها، تستلزم ظنهم شتم بعض، كما سبق ذكره عن ابن معين في مينا وكما سبق لمقبل في ذم الزيدية في كتابه الرياض ( ص 20 ) حيث قال: على أنهم يقدحون في الصحابة... الخ.
والرواية عن يحيى بن يعلى مرسلة، ولا يؤمن أنها من طريق تلميذه الجوزجاني الناصبي المشهور، ولا شك أنه متهم في الشيعة.
ومن ذلك أقاويل تشبه ما مضى، وقد تضمن الجواب الماضي ما يغني، ومن ذلك قول ابن حبان: كان سبئيا من أصحاب عبدالله بن سبأ.
Page 89