Libération des Idées
تحرير الأفكار
Genres
قلت: سلام بن أبي مطيع فيه كلام، من جملته أنه بصري، وأنه صاحب سنة، قال فيه: وقال أبو داود: هو القائل لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج أحب إلي من أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد.
وفيه: وقال الحاكم: منسوب إلى الغفلة وسوء الحفظ، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به... انتهى.
فقد ظهر من هذا أنه متشدد في السنة بزعمهم في معنى السنة، شديد على المخالفين له.
وقد قال مقبل في الرياض ( ص 13 ): والصراع قديم بين أهل السنة والشيعة المبتدعة، وجابر عندهم من الشيعة المبتدعة فهم خصومه، فلا يقبل فيه جرحهم له.
ومن ذلك قوله أي ابن حجر في تهذيب التهذيب: وقال جرير بن عبد الحميد عن ثعلبة: أردت جابرا الجعفي فقال لي ليث بن سليم: لا تأته فإنه كذاب. قال جرير: لا أستحل أن أروي عنه، كان يؤمن بالرجعة(1)[62]).
قلت: قد ظهر من جرير التحامل عليه فلا يقبل فيه جرحه، وثعلبة ليس من المشاهير، ولو صح قول ليث فهو يحتمل أنه كذبه لاعتقاده القول بالرجعة وهو عنده كذب، وهم يغضبون لهذا القول، وقد بالغوا في تشنيع هذا القول، حتى زعموا أن الشافعي قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: سمعت من جابر الجعفي كلاما فبادرت خفت أن يقع علينا السقف، قال سفيان: كان يؤمن بالرجعة.
قلت: بمثل هذا الإرجاف يغتر المقلدون، فأما من حرر فكره فإنه يعرف أن القول بالرجعة بناء على رواية يظن القائل بها أنها صحيحة واطمأنت بها نفسه، فالقول بالرجعة على هذا لا يوجب سقوط السقف، وهل كانوا يفرون إذا سمعوا لعن علي(عليه السلام)على منابر الأموية خشية أن يسقط السقف ؟
ومن ذلك قول ابن حجر: وقال إبراهيم الجوزجاني كذاب.
Page 85