Libération des Idées
تحرير الأفكار
Genres
وبعض الجرح في « الميزان » يكون فيه ذكر أحاديث يذكر أن المجروح رواها أو كلمات تنسب إلى المجروح، فأما ما رواه من كلام أسلافه فيحتاج إلى صحة سببه، وصحة كونه سببا صحيحا للجرح. وأما ما قاله بسبب روايات أو كلمات تنسب إلى المجروح، فتحتاج إلى ( إثبات )(1)[57]) صحتها عن المجروح، لأن بعضها قد يكون مكذوبا على المجروح افتراه بعض خصومه بسبب عداوة المذهب، وبعد صحتها عنه ينظر في كونها سببا جارحا، لأن بعض الروايات والكلمات قد يكون جارحا عند قوم وهو عند غيرهم غير جارح كما مر. وعلى هذه الطريقة، لا بأس بالنظر فيه وفي سائر كتب الجرح والتعديل. وهذا كله للتحرر من التقليد والتبعية فيما لا يصح أصله عند الباحث لو عرف أصله، والتبعية في جرح ليس له أصل إلا عداوة المذهب. ألا ترى أن بعضهم كزائدة جرح في بعض الزيدية بأنه يرى السيف. أي الخروج على السلطان الجائر، وبعضهم جرحه بترك الجمعة، وكانت الجمعة إنما يقيمها الظلمة، فيدعون للظالم في الخطبة ويمدحونه بالكذب، ويأتمون بالظالم فيرفعون بذلك شأنه، ويكون في حضور العلماء صورة التقرير على ذلك كله، فيكون الحضور دعما للظالم عند العامة وتقوية لجانبه، وتغريرا عليهم، ومعاونة للظالم على ظلمة والله تعالى يقول: ] وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان [(2)[58]) فحين يكون الحضور منكرا يكون ذلك عذرا في ترك الجمعة، فتراهم يجرحون بذلك عباد بن يعقوب الرواجني، ويسكتون على ذلك الجرح لتقرير الجرح لحرصهم عليه، ويجرحون به الحسن بن صالح فيغتفر له ذلك. ويجيب بعضهم عن ذلك بأنه، مذهبه لما حرصوا على سلامته من الجرح، وكذا رأيه في الخروج على الظلمة اغتفر.
Page 70