Libération des Idées
تحرير الأفكار
Genres
منها: قول رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)لعلي(رضي الله عنه): « أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي... »(1)[44]).
فقد أفاد إجماع الزيدية والإمامية وغيرهم على عدم قبول روايات أصحاب ابن حزم الذين هم البخاري ومسلم ومن وافقهم، وهذا واضح، فإنها لو كانت كتبهم عمدة عند الشيعة لكانت عندهم بمنزلة كتبهم كثيرة شهيرة متداولة بينهم، كما هي بين أصحاب البخاري ومسلم. فأما مجرد البحث فيها أو نقل الأحاديث الموافقة منها فلا يدل على اعتمادها على حد اعتماد القوم عليها، بل أكثر ما يدل ذلك عليه أن الباحث فيها يرى أن فيها أحاديث صحيحة لموافقتها ما عند الشيعة وإجماع الفريقين على روايتها، أو لموافقتها ما قد صح من وجه آخر، أو لموافقتها لدليل من الكتاب أو نحو ذلك، أو أن فيها ما يحتج به على المعتمدين عليها، فيحتج عليهم بما هو عندهم صحيح، أو أن فيها ما يوافق روايات كثيرة في كتب الحديث، بحيث يصير مشهورا بكثرة مصادره وطرقه، ولا سبب لشهرته إلا صحته في الواقع، لعدم ما يسبب لكثرة طرقه من سياسة دولية أو تعصبات مذهبية.
وقال الإمام القاسم بن محمد في « الاعتصام » في آخره: فإن قيل: في رجال هذه الأخبار من لا يرتضى ولا يوثق بروايته. فالجواب، وبالله التوفيق: الحجة عندنا رواية الأئمة(عليهم السلام) ومن يوثق بروايته من غيرهم، وإنما نورد في كتابنا مثل رواية من كان من الفئة الباغية الدعاة إلى النار، لأجل أنه حجة على المخالف فيحتج به عليهم، وذلك واضح بحمد الله.
Page 55