144

فهذا تفصيل يوضح أن الجزم بأن السؤال وقع عن غير المدخولة خرص وتخمين بلا مستند. وحينئذ فالأصل عدمه، وكان حمل معقل على الجهل أقرب، وخصوصا وقد جاءت الرواية تدل على أن أمير المؤمنين(عليه السلام)لم يجهل رواية معقل وإنما تركها لعلة أنه إعرابي مظنة الخطأ كما فصلناه، وسواء صحت هذه الرواية عن علي أو لم تصح فإن احتمالها كاف في إبطال دعوى ابن تيمية عليه الجهل بسنة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)في بروع لأنها دعوى بلا دليل. والحاصل أنا نسلم أن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)قضى في بروع بنت واشق بأن لها المهر والميراث وعليها العدة، ولكن لا نسلم أنها غير مدخولة، فلم تثبت فيها سنة مخالفة لما في القرآن. وبطلت دعوى ابن تيمية على علي(عليه السلام).

حديث: (أنا مدينة العلم وعلي بابها)

قال مقبل ( ص 41 ): وعلي(رضي الله عنه)عنه هو الذي تزعمون أنه مدينة العلم، وتستدلون على ذلك بحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات.

والجواب: أنه غلط في قوله: تزعمون أنه مدينة العلم، وصواب العبارة أنه باب مدينة العلم. وأما ابن الجوزي فهو ممن ظلم عليا(عليه السلام)حقه، ولم يكن لك أن تركن إلى الذين ظلموا، ولكن قد يخلصك من اسم الركون إليهم أن الركون هو الميل اليسير وميلك إليهم شديد لا يقال له يسير، ولكن دلالة مفهوم الأولى هنا مثل دلالتها في قوله تعالى: ] ولا تقل لهما أف [(1)[102]).

أما علي(عليه السلام)باب مدينة العلم فإليك أيها المطلع ما قاله ابن الأمير في شرح التحفة العلوية المسمى الروضة الندية ( ص 137 ) في شرح قوله:

Page 148