40

L'interdiction de regarder les livres de discours

تحريم النظر في كتب الكلام

Chercheur

عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية

Maison d'édition

عالم الكتب-السعودية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Lieu d'édition

الرياض

وَقد أَرَاكُم الله عِبْرَة فِي هَذَا الرجل الَّذِي اعتقدتم غزارة علمه كَيفَ قد زل هَذِه الزلة القبيحة فَلَا تغتروا بِأحد ثمَّ وَإِيَّاكُم وَالْكَلَام فِي الْمسَائِل المحدثات الَّتِي لم تسبق فِيهَا سنة مَاضِيَة وَلَا إِمَام مرضِي فَإِنَّهَا بدع محدثة
وَقد حذركُمْ نَبِيكُم ﷺ المحدثات فَقَالَ ﷺ إيَّاكُمْ ومحدثات الْأُمُور فَإِن كل محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة وَقَالَ ﷺ شَرّ الْأُمُور محدثاتها
وَذَلِكَ مثل مَسْأَلَة النقط والشكل وَمَسْأَلَة تخليد أهل الْبدع فِي النَّار وَأَشْبَاه ذَلِك من المحدثات والحماقات الَّتِي لَا أثر فِيهَا فَيتبع وَلَا قَول من إِمَام مرضِي فيستمع
فَإِن الْخَوْض فِيهَا شين والصمت عَنْهَا زين والمتكلم فِيهَا مُبْتَدع خائض فِي الْبِدْعَة مرتكب شَرّ الْأُمُور بِشَهَادَة الْخَبَر الْمَأْثُور
وَالله ﷾ سَائل من تكلم فِيهَا عَن كَلَامه ومطالبه بحجته وبرهانه
قَالَ سهل بن عبد الله التسترِي رَحمَه الله تَعَالَى مَا أحدث أحد فِي الْعلم شَيْئا إِلَّا يسْأَل عَنهُ يَوْم الْقِيَامَة فَإِن وَافق السّنة وَإِلَّا فَهُوَ العطب
وَمن سكت عَن هَذِه الحماقات لم يسْأَل عَنْهَا
وَله فِي رَسُول الله ﷺ وصحابته ﵃ وتابعيهم أُسْوَة حَسَنَة
وَنحن إِن شَاءَ الله تَعَالَى أعلم بالآثار مِنْكُم وَأَشد لَهَا طلبا وَقد رَضِينَا لأنفسنا بِاتِّبَاع سلفنا وَاجْتنَاب المحدثات بعدهمْ
أَفلا ترْضونَ لأنفسكم بذلك أَو لَا يسعنا مَا وسعهم أَو لَيْسَ لنا فِي السّنة سَعَة عَن الْبِدْعَة
وَمن لم يَسعهُ مَا وسع رَسُول الله ﷺ وسلفه وأئمته فَلَا وسع الله عَلَيْهِ
وَمن لم يكتف بِمَا اكتفوا بِهِ ويرضى بِمَا رَضوا بِهِ ويسلك سبيلهم وكل آخذ مِنْهُم فَهُوَ من حزب الشَّيْطَان و﴿إِنَّمَا يَدْعُو حزبه ليكونوا من أَصْحَاب السعير﴾
وَمن لم يرض الصِّرَاط الْمُسْتَقيم سلك إِلَى صِرَاط

1 / 70