34

L'interdiction de regarder les livres de discours

تحريم النظر في كتب الكلام

Chercheur

عبد الرحمن بن محمد سعيد دمشقية

Maison d'édition

عالم الكتب-السعودية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

Lieu d'édition

الرياض

الثَّالِث أَن هَذَا بَاطِل بِسَائِر صِفَات الله تَعَالَى سلمتموها من السّمع وَالْبَصَر وَالْعلم والحياة
فَإِنَّهَا لَا تكون فِي حَقنا إِلَّا من أدوات
فالسمع من انخراق وَالْبَصَر من حدقة وَالْعلم من قلب والحياة فِي جسم
ثمَّ جَمِيع الصِّفَات لَا تكون إِلَّا فِي جسم
فَإِن قُلْتُمْ إِنَّهَا فِي حق الْبَارِي كَذَلِك فقد جسمتم وشبهتم وكفرتم وَإِن قُلْتُمْ لَا تفْتَقر إِلَى ذَلِك فَلم احْتِيجَ إِلَيْهَا هَهُنَا
على أَن مَا ثَبت بِالْكتاب وَالسّنة لَا يدْفع بِمُجَرَّد هذيان متكلمكم وَلَا نَتْرُك قَول رَسُول الله ﷺ لقَوْل مُبْتَدع متكلف
وَنحن لَا نقبل قَوْلهم فِيمَا لَيْسَ كتاب فِيهِ وَلَا سنة
وَلَا لَهُم عندنَا قدر وَلَا مَحل
فَكيف نقبل فِي إبِْطَال الْكتاب وَالرَّدّ على السّنة مَعَ تمسكنا بهَا ولزومنا إِيَّاهَا وعضنا عَلَيْهَا بالنواجذ وحرصنا عَلَيْهَا حرص من يقطع بِأَن النجَاة فِي لُزُومهَا والعطب فِي فراقها وَالْخَطَأ والخذلان فِي خلَافهَا ونسأل الله تَعَالَى الثَّبَات عَلَيْهَا فِي الْحَيَاة وَالْمَمَات إِلَى يَوْم نَلْقَاهُ فيجزينا بِهِ ويجعلنا فِي زمرة شارعها ﷺ
وَأما شبهتة فِي قَوْله كجر السلسلة على الصَّفَا فِي أَن هَذَا تَشْبِيه فَهَذَا اعْتِرَاض على سيد الْمُرْسلين مُحَمَّد رَسُول الله الصَّادِق الْأمين ﷺ وَنسبَة لَهُ إِلَى التَّمْثِيل والتجسيم
وَمن فعل هَذَا فقد مرق من الدّين
وَلَيْسَ الْأَمر كَمَا زعم هَذَا المتخرص العديم الدّين
وَلكنه إِنَّمَا أُتِي من فَسَاد
قَصده وَقلة فهمه
(وَكم عائب قولا صَحِيحا ... وافته من الْفَهم السقيم)
وَلَيْسَ هَذَا تَشْبِيها للمسموع
وَإِنَّمَا شبه السماع بِالسَّمَاعِ أَي سَمَاعنَا لَهُ كسماعنا لذَلِك
كَمَا قَالَ عَلَيْهِ أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي الْخَبَر الآخر
إِنَّكُم ترَوْنَ ربكُم كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَا تضَامون فِي رُؤْيَته يَعْنِي أَن رؤيتكم

1 / 64