مقدمة
...
تحقيق الرجان بصوم يوم الشك من رمضان
تأليف: العلامة مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي، المتوفي سنة ١٠٣٣هـ
دراسة وتحقيق وتعليق: الدكتور عبد الركريم بن صنيتان العمري
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فإن الإشتغال بالعلوم الشرعية، من أسمى ميزات طالب العلم، ومن أجل العلوم النافعة التي حث الشارع على تلقيها، والتزود منها، والحرص على الإلمام بها، علم الفقه.
قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾ ١.
وقال ﵊: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"٢.
وهذا كتاب لطيف في الفقه المقارن، تحدث فيه مصنفه عن إحدى مسائل الفقه الهامة، هي مسألة: "صوم يوم الشك من رمضان".
وقد عرض فيها أقوال الأئمة الأربعة، أصحاب المذاهب المشهورة، وأورد أدلة كلٍ وناقشها بأسلوب مبسط، ومرتب، وخالٍ من التكلف.
وقد عثرت على هذا الكتاب أثناء إحدى مطالعاتي لفهارس المخطوطات في إحدى المكتبات، ومن ثمّ بذلت جهدي في جمع نسخ الكتاب الأخرى.
_________
١ الآية ١٢٢ من سورة التوبة.
٢ ورد من طريق معاوية ﵁.
أخرجه البخاري ١/٢٤، ومسلم ٢/٧١٨ رقم ١٠٣٧.
1 / 3
فأحببت أن أسهم إسهامًا متواضعًا في إخراج شيء من كتب التراث الإسلامي، التي تزخر بها مختلف خزائن المخطوطات في العالم.
راجيًا من الله العلي القدير أن يكون عملي هذا خالصًا لوجهه الكريم، إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
المحقق
1 / 4
أولًا: دراسة حياة المصنف
ترجمة المصنف
مصادر ترجمته:
وردت ترجمة المصنف في المصادر الآتية١:
- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: لحاجي خليفة ٢/١٩٤٨.
- خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر: للمحبي ٤/٣٥٨.
- نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة: للمحبي أيضًا ٢/٨٦.
- النعت الأكمل لأصحاب الإمام أحمد بن حنبل: للغزي ١٨٩.
- عنوان المجد في تاريخ نجد: لابن بشر ٣٨.
- السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة: لابن حميد ٤٦٣.
- إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون: لإسماعيل باشا ١/٧، ١٨، ٣٤، ٥٠، وغيرها.
- هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين له أيضًا ٢/٤٢٦.
- المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل: لابن بدران ٤٤٢.
- مختصر طبقات الحنابلة: للشطي ٩٨.
- الأعلام للزركلي ٧/٢٠٣.
- معجم المؤلفين، لكحالة ١٢/٢١٨.
- مصطلحات الفقه الحنبلي: للثقفي: ٢٢٠.
- مفاتيح الفقه الحنبلي، له أيضًا ٢/١٩٣.
_________
١ رتبت المصادر هنا حسب أسبقية وفاة مؤلفيها.
1 / 7
الناظرين»، وكان يدرّس بجامع ابن طولون بالقاهرة، حتى توفي بها سنة (١٠٤٤هـ) ١.
(٢) محمد بن أحمد المرداوي، الحنبلي٢.
العلامة الفقيه، شيخ الحنابلة في عصره بالقاهرة، ومرجعهم، كان جبلًا من جبال العلم، بحرًا من بحور الإتقان، أخذ العلم عن التقي الفتوحي، والشيخ عبد الله الشنشوري الفرضي، وغيرهما، وأخذ عن جماعة منهم المصنف، والشيخ منصور البهوتي، والشيخ عثمان الفتوحي، وخلق غيرهم، مات بمصر سنة (١٠٢٦هـ) .
(٣) محمد حجازي بن محمد بن عبد الله، الشهير بالواعظ، القلقشندي، الشافعي٣ المتوفى سنة (١٠٣٥هـ) .
الإمام المحدث فقيه مصري، نشأ بالقاهرة وحفظ القرآن، ومتونًا أخرى في النحو والقراءات والفقه، وأخذ العلم عن أكثر من ثلاثمائة شيخ.
من مصنافته الكثيرة: «شرح الجامع الصغير للسيوطي» و«سواء الصراط» .
(٤) يحيى بن موسى بن أحمد بن موسى الحجاوي المقدسي الحنبلي٤.
الإمام البارع المسند، المحدث الفرضي، أخذ الحديث وغيره بدمشق عن جماعة منهم والده، والبدر الغزي، ومنصور بن إبراهيم الشامي، وانتقل إلى القاهرة فأخذ بها عن التقي الفتوحي، ودرس بالجامع الأزهر، وكانت له حلقات مشهورة مشهودة، وقد أخذ عنه جماعة منه المصنف، والشيخ محمد بن النقيب، والقاضي محمود بن عبد الحميد، والشيخ منصور البهوتي، وغيرهم، وكانت وفاته بالقاهرة.
_________
١ خلاصة الأثر ١/٣١٢، هدية العارفين ١/١٥٨، الأعلام ١/٢٣٧.
٢ خلاصة الأثر ٣/٣٥٦، النعت الأكمل ١٨٥، السحب الوابلة ٣٦٣، مختصر الطبقات ٩٦.
٣ خلاصة الأثر ٤/١٧٤، الأعلام ٦/٧٩.
٤ النعت الأكمل ١٨٢، مختصر الطبقات ٩٥.
1 / 8
تلاميذه:
رغم أن المصنف ﵀ قد بلغ منزلة عالية في العلم، ووصل إلى منصب الإقراء والإفتاء والتدريس، وقطع زمانه في ذلك، إلا أن مصادر ترجمته لم تذكر له تلميذًا واحدًا، إلا أنه من خلال قيامي بعملية استقراء ومتابعة في كتب التراجم، أمكن الوقوف على أسماء بعض تلاميذه، وهم:
(١) أحمد بن يحيى بن يوسف الحنبلي الكرمي، أبو العباس المقدسي١.
كان من العلماء العاملين، وأحد العباد الزاهدين، ولد في القدس، وقرأ القرآن بطور كرم، ثم رحل إلى القاهرة، وأخذ بها الفقه وغيره عن عمه المصنف، وعن العلامة منصور البهوتي، وجمال الدين يوسف الفتوحي، وغيرهم. وكانت له حلقة بالجامع الأزهر، يدرس فيها العلوم الدينية، وكان حسن السيرة، مات سنة: (١٠٩١) هـ.
(٢) عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر البعلي الأزهري الحنبلي٢.
مفتي الحنابلة بدمشق، كان علمًا بارزًا في مختلف العلوم، اشتهر بابن فقيه فصة، أخذ الفقه عن المصنف، وعن القاضي محمود بن عبد الحميد، وعن الشهاب أحمد الوفائي المفلحي، وعن الشيخ منصور البهوتي، وغيرهم، مات سنة (١٠٧١) هـ.
(٣) محمد بن موسى بن محمد الجمازي، المالكي٣.
أحد الفضلاء الأعيان، له اشتغال بالأدب، وولي القضاء بمصر، ومن مشايخة المصنف، ومحمد بن محمد الغزي، وعبد الواحد الرشيدي، مات سنة (١٠٦٥هـ) .
من مصنفاته: «شرح الأندليسة في العروض» و«الحجة» .
_________
١ خلاصة الأثر ١/٣٦٧، النعت الأكمل ٢٤٩، السحب الوابلة ١١٧.
٢ خلاصة الأثر ٢/٢٨٣، النعت الأكمل ٢٢٣، مختصر الطبقات ١٠٩، الأعلام ٣/٢٧٢.
٣ خلاصة الأثر ٤/٢٣٤، إيضاح المكنون ١/٣٩٣، الأعلام ٧/١١٩.
1 / 9
مصنفاته:
لقد قدّم المصنف – ﵀ مؤلفات قيمة للمكتبة الإسلامية في شتى أنواع العلوم من الفقه والتفسير واللغة والأدب، والنحو وغير ذلك.
وهو أحد المكثرين من التصنيف والتحقيق. وقد ترك وراءه العشرات من الكتب والرسائل، وإليك بيانًا بأسماء مصنفاته مع الإشارة إلى المطبوع منها، أو الذي لا يزال مخطوطًا:
١- الآيات المحكمات والمتشابهات ١.
٢- إتحاف ذوي الألباب٢، في قوله تعالى ﴿يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ ٣. (خ)
٣- إحكام الأساس٤، في قوله تعالى ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ ٥. (خ)
٤- إخلاص الوداد، في صدق الميعاد٦.
٥- الأدلة الوفية، بتصويب قول الفقهاء والصوفية٧.
٦- إرشاد ذوي الأفهام، لنزول عيسى عليها السلام٨. (خ)
٧- إرشاد ذوي العرفان، لما في العمر من الزيادة والنقصان. (ط) .
٨- إرشاد من كان قصده، إعراب لا إله إلا الله وحده٩.
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، السحب الوابلة ٤٦٤، إيضاح المكنون ١/٧.
٢ فهرس مخطوطات مكتبة الأوقاف بالموصل ٣/١٢٥.
٣ الآية ٤٩ من سورة الرعد.
٤ فهرس دار الكتب المصرية ٣/٢٧٠.
٥ الآية ٩٦ من سورة آل عمران.
٦ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ١/٥٠، هدية العارفين ٢/٤٢٦.
٧ السحب الوابلة ٤٦٥، إيضاح المكنون ١/٥٢، مختصر طبقات الحنابلة ٩٩.
٨ فهرس مخطوطات مكتبة خدابخش ١/٢٩٠، ومنه نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٥٥١/ف) .
٩ السحب الوابلة ٤٦٤، مختصر الطبقات ٩٩.
1 / 10
اسمه ونسبه:
هو: العلامة مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف بن أحمد الكرمي، المقدسي، الحنبلي١.
؟فالكرمي: نسبة إلى (طور كرم) وهي بلدة تقع بالقرب من مدينة نابلس بفلسطين، وتعرف اليوم باسم (طولكرم)، ونسب المصنف إليها لأنه ولد ونشأ بها٢.
؟والمقدسي: بفتح الميم وسكون القاف وكسر الدار والسين، نسبة إلى بيت المقدس، المدينة المقدسة المعروفة، حيث بدأ المصنف ﵀ طلبه للعلم بها، وتتلمذ على عدد من علمائها قبل أن ينتقل إلى مصر٣.
؟والحنبلي: نسبة إلى مذهب الإمام الشهير أحمد بن حنبل ﵀، وقد أشار المصنف إلى نسبته إلى هذا المذهب، وشدة تمسكه به، بقوله٤:
لئن قلّد الناس الأئمة إنني ... لفي مذهب الحبر ابن حنبل راغب
أقلد فتواه وأعشق قوله ... وللناس فيما يعشقون مذاهب
؟ مولده
ولد المصنف في بلدة (طور كرم) ٥، وهي بلدة تقع الآن إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس، التي تتوسط إقليم المرتفعات الجبلية بفلسطين، وتبعد عن القدس بحوالي تسعة وستين كيلًا إلى الشمال منها٦.
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، النعت الأكمل ١٨٩-١٩٠.
٢ مختصر طبقات الحنابلة ٩٨، الأعلام ٧/٢٠٣.
٣ المصادر السابقة.
٤ عنوان المجد ١/٤٠، السحب الوابلة ٤٦٧.
٥ الأعلام ٧/٢٠٣.
٦ معجم بلدان فلسطين ٦٩٧.
1 / 11
ولم يذكر المؤرخون تاريخ ولادة المصنف، ولم أعثر عليها في شيء من المصادر التي ترجمت له، وإنما ذكروا فقط تاريخ وفاته١، دون الإشارة إلى سني عمره حتى يتسنّى معرفة تاريخ ولادته.
؟نشأته ومكانته العلمية:
كانت نشأته في بلدته (طور كرم)، حيث ترعرع بها، وحفظ القرآن فيها، ثم انتقل شابًا إلى مدينة القدس، وبها بدأ حياته العلمية، حيث حرص على ملازمة العلماء في حلقاتهم العلمية التي كانت تلقى من خلالها كافة أنواع العلوم والمعارف.
فتتلمذ على أشهر المشائخ الموجودين بها، واستفاد من كل ما لديهم من العلوم، فدأب على ملازمتهم، ينهل من مناهلهم الثرة العذبة، ويغدي أفكاره بالعلوم الشرعية التي كانت تلقى في المساجد والمدارس هنالك٢.
ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة٣، شأنه شأن سائر طلاب العلم في مواصلة رحلاتهم العلمية، والإنتقال من بلد إلى آخر، كذلك فأن القاهرة تعد مركزًا من مراكز العلوم الهامة، وموطنًا يتوافد عليه طلبة العلم من كل مكان.
فتتلمذ على كبار مشائخها في الجامع الأزهر، حيث كان شغوفًا بالعلم وأهله، مجالسًا للعلماء، حتى تبوّأ مكانة مرموقة، فتصدر للإقراء والتدريس – بعد ذلك – بالجامع الأزهر، منهمكًا انهماكًا كليًا على العلوم، قاطعًا زمانه في الإفتاء، والتحقيق والتصنيف، حتى قصده طلاب العلم من كل مكان٤.
ومع تلك المكانة العالية التي وصل إليها في التعليم والتصنيف فقد كان أحد
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، مختصر الطبقات ٩٨.
٢ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨-٣٥٩، النعت الأكمل ١٩٠-١٩١.
٣ انظر المصدرين السابقين، والسحب الوابلة ٤٦٣.
٤ المصادر السابقة.
1 / 12
الشعراء المرموقين المبدعين، وله ديوان شعر مشهور١، ومن جيّد شعره قوله٢:
إنما الناس بلاء ومحن ... وهموم وغموم وفتن
وعناء وضناء قربهم ... وهلاك ليس فيهم مؤتن
حسنوا ظاهرهم كي يخدعوا ... ليس في باطنهم شيء حسن
ليس من خالطهم في راحة ... ضاع منه الدين والمال وزن
فاحذرن عشرتهم واتركها ... واجتنبهم سيما هذا الزمن
؟شيوخه:
لم تذكر المصادر التي ترجمت له سوى أربعة من مشايخه الذين تلقى العلم عنهم٣، رغم إشارتها إلى رحلاته العلمية، التي بدأت من بلدته (طور كرم)، ثم القدس، وانتهت بمقر إقامته الدائم القاهرة٤.
إلا أن تلك المصادر أشارت إلى أنه تلقى العلم عن كثير من علماء مصر.
قال المحبي: وأخذ بها – أي القاهرة- عن كثير من المشايخ المصريين٥.
وشيوخه الذين أشارت إليهم المصادر هم:
(١) أحمد بن محمد بن علي الغنيمي، الأنصاري الحنفي.
كان أحد المتقنين للمذهب الشافعي، ثم انتقل بعد ذلك إلى المذهب الحنفي، وقد كان متبحرًا في سائر العلوم والفنون، وأحد المحققين المدققين في التأليف والتصنيف.
فمن مصنافه: «ابتهاج الصدور» في النحو، «بهجة
_________
١ إيضاح المكنون ١/٥٢٦، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٢ النعت الأكمل ١٩٦، مختصر الطبقات ١٠١.
٣ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، السحب الوابلة ٤٦٣، مختصر الطبقات ٩٨.
٤ المصادر السابقة.
٥ خلاصة الأثر. الصفحة السابقة.
1 / 13
٩- أرواح الأشباح، في الكلام على الأرواح١.
١٠- أزهار الفلاة، في آية قصر الصلاة٢.
١١- أقاويل الثقات، في تأويل الأسماء والصفات، والآيات المحكمات والمشتبهات. (ط) .
١٢- إيقاظ٣ العارفين، على حكم أوقاف السلاطين.
١٣- بديع الإنشاء والصفات، في المكاتبات والمراسلات (ط) .
١٤- البرهان في تفسير القرآن، لم يكمله٤.
١٥- بشرى ذوي الإحسان، لمن يقضي حوائج الإخوان٥.
١٦- بشرى من استبصر، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر٦.
١٧- بهجة الناظرين، وآيات المستدلين (ط) .
١٨- تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان (ط) .
١٩- تحقيق البرهان في شأن الدخان، الذي يشربه الناس الآن (ط) .
٢٠- تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف (ط) .
٢١- تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان.
وهو كتابنا هذا، وسيأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.
٢٢- تحقيق الظنون، بأخبار الطاعون٧. (خ) .
٢٣- تحقيق المقالة، هل الأفضل في حق النبي الولاية، أو النبوة أو الرسالة٨؟.
_________
١ إيضاح المكنون ١/٦٤، هدية العارفين ٢/٤٢٦.
٢ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، هدية العارفين ٢/٤٢٦.
٣ كذا في: إيضاح المكنون ١/١٥٩، وهدية العارفين ٢/٤٢٦.
وفي الخلاصة ٤/٣٥٩، والسحب ٤٦٥ (إيقاف) .
٤ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، السحب الوابلة ٤٦٤.
٥ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ١/١٨٤.
٦ السحب الوابلة ٤٦٦، هدية العارفين ٢/٤٢٦، مختصر الطبقات ١٠٠.
٧ فهرس مخطوطات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ٣/١٥٠، مجموع رقم (١٦٥٠) .
٨ إيضاح المكنون ١/٢٦٧، هدية العارفين ٤٧٦، مختصر الطبقات ١٠٠.
1 / 14
٢٤- تسكين الأشواق بأخبار العشاق١.
٢٥- تشويق الأنام إلى حج بيت الله الحرام٢. (خ)
٢٦- تلخيص أوصاف المصطفى ﷺ وذكر من بعده من الخلفاء٣.
٢٧- تنبيه الماهر، على غير ما هو المتبادر. من الأحاديث الواردة في الصفات٤.
٢٨- تنوير بصائر المقلدين في مناقب الأئمة المجتهدين٥. (خ)
٢٩- تهذيب الكلام، في حكم أرض مصر والشام٦.
٣٠- توضيح البرهان، في الفرق بين الإسلام والإيمان٧.
٣١- توقيف الفريقين على خلود أهل الدارين٨. (خ) .
٣٢- الحجج المبينة في إبطال اليمين مع البينة٩.
٣٣- الحكم الملكية والكلم الأزهرية١٠. (خ)
٣٤- دفع الشبهة والغرر عمن يحتج على المعاصي بالقدر. (ط)
٣٥- دليل الحكام في الوصول إلى دار السلام١١.
٣٦- دليل الطالب، لنيل المطالب. (ط)
_________
١ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ١/٢٨٦.
٢ فهرس مخطوطات مكتبة خدابخش ١/٢٩٠، ومنه مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٥٣٦/ف) .
٣ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، السحب الوابلة ٤٦٥، إيضاح المكنون ١/٣١٧.
٤ النعت الأكمل ١٩٢، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٥ فهرس دار الكتاب المصرية ١/٨٧، وللكتاب نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٢٥٢/ف) .
٦ إيضاح المكنون ١/٣٤٢، مختصر الطبقات ٩٩.
٧ السحب الوابلة ٤٦٥، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٨ فهرس مخطوطات مكتبة خدابخش ١/٢٩٠، ومنه نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٥٣٦/ف) .
٩ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، إيضاح المكنون ١/٣٩٤، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
١٠ تاريخ الأدب العربي لبروكلمان ٢/٤٨٥.
١١ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ١/٤٧٨، مختصر الطبقات ١٠٠.
1 / 15
٣٧- دليل الطالبين، لكلام النحويين١. (خ)
٣٨- ديوان الكرمي٢.
٣٩- رفع التلبيس، عمن توقف فيما كفر به إبليس٣ (خ) .
٤٠- روض العارفين، وتسليك المريدين٤.
٤١- الروض النضر، في الكلام على الخضر٥. (خ)
٤٢- رياض الأزهار. في حكم السماع والأوتار٦. (خ)
٤٣- السراج المنير في استعمال الذهب والحرير٧.
٤٤- سلوان المصاب بفرقة الأحباب٨.
٤٥- سلوك الطريقة، في الجمع بين كلام أهل الشريعة والحقيقة٩.
٤٦- شفاء الصدور، في زيارة المشاهد والقبور. (ط)
٤٧- الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية. (ط)
٤٨- غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى. (ط)
٤٩- فتح المنان بتفسير آية الامتنان١٠.
٥٠- فرائد فوائد الفكر في الإمام المهدي المنتظر١١. (خ) .
_________
١ فهرس مخطوطات جامعة السليمانية بالعراق ص ٧١، رقم (١٨٦) .
٢ السحب الوابلة ٤٦٦، إيضاح المكنون ١/٥٢٦، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٣ فهرس دار الكتب المصرية١/٢٩٣.
٤ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، إيضاح المكنون ١/٥٨٩، مختصر الطبقات ٩٩.
٥ فهرس مخطوطات مكتبة خدابخش ١/٢٩٠، ومنه نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٥٥١/ف) .
٦ فهرس مخطوطات مكتبة خدابخش ١/٢٩٠، ومنه نسخة مصورة بالجامعة الإسلامية برقم (١٥٥١/ف) .
٧ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، السحب الوابلة ٤٦٥-٤٦٦، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٨ إيضاح المكنون ٢/٢٥.
٩ النعت الأكمل ١٩٢، إيضاح المكنون ٢/٢٥.
١٠ النعت الأكمل ١٩٢، هدية العارفين ٢/٤٢٧، مختصر الطبقات ١٠٠.
١١ فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية ١/٣٣٧.
1 / 16
٥١- الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة (ط) .
٥٢- قرة عين الودود بمعرفة المقصور والمدود١.
٥٣- قلائد العقيان، في فضائل سلاطين آل عثمان٢. (خ) .
٥٤- قلائد العقيان٣، في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَان﴾ ٤.
٥٥- قلائد المرجان في الناسخ والمنسوخ من القرآن. (ط) .
٥٦- القول البديع، في علم البديع٥.
٥٧- القول المعروف، في فضائل المعروف٦. (خ) .
٥٨- الكلمات البينات٧، في قوله تعالى ﴿وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ ٨. (خ)
٥٩- الكواكب الدرية. في مناقب المجتهد ابن تيمية. (ط)
٦٠- لطائف المعارف٩.
٦١- اللفظ الموطا، في بيان الصلاة الوسطى. (ط)
٦٢- ما يفعله الأطباء والداعون لدفع شر الطاعون١٠.
٦٣- محرك سواكن الغرام، إلى حج بيت الله الحرام١١. (خ) .
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، إيضاح المكنون ٢/٢٢٥.
٢ فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية٢/٢٣٩.
٣ النعت الأكمل ١٩٣، السحب الوابلة ٤٦٥، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
٤ الآية (٩٠) من سورة النحل.
٥ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨، إيضاح المكنون ٢/٢٤٧، مختصر الطبقات ٩٩.
٦ فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية٢/٣١١.
٧ في هدية العارفين (السنيات) ٢/٤٢٧، تاريخ الأدب العربي بروكلمان ٢/٤٨٤.
٨ الآية (٢٥) من سورة البقرة.
٩ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ٢/٤٠٥.
١٠ السحب الوابلة ٤٦٥، هدية العارفين ٢/٤٢٧.
١١ فهرس مخطوطات جامعة الإمام محمد بن سعود ٣/١٤٢، رقم (٢٥٧٢/خ) .
1 / 17
٦٤- مرآة الفكر، في المهدي المنتظر١.
٦٥- المسائل اللطيفة في فسخ الحج إلى العمرة الشريفة٢.
٦٦- مسبوك الذهب في فضل العرب، وشرف العلم على شرف النسب. (ط)
٦٧- المسرة والبشارة، في فضل السلطنة والوزارة٣.
٦٨- مقدمة الخائض في علم الفرائض٤.
٦٩- النادرة الغريبة والواقعة العجيبة٥.
٧٠- نزهة المتفكر٦.
٧١- نزهة الناظرين، في تاريخ من ولي مصر من الخلفاء والسلاطين٧. (خ)
٧٢- نزهة الناظرين، في فضائل الغزاة والمجاهدين٨.
؟ وفاته وثناء العلماء عليه:
بعد أن أمضى حياته في طلب العلم متنقلًا من مكان لآخر، ثم إيصاله ما تغذى به من العلوم النافعة إلى طلاب العلم، من خلال قيامه بالتدريس والتعليم، وبعد أن ترك وراءه العشرات من مختلف الكتب والرسائل، توفي الإمام العلامة مرعي بن يوسف الكرمي، وكانت وفاته بمدينة القاهرة.
وللمؤرخين في تاريخ وفاته قولان:
الأول: أن وفاته كانت في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وألف من
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٥٩، إيضاح المكنون ٢/٤٦١.
٢ هدية العارفين ٢/٤٢٧، مختصر الطبقات ١٠٠.
٣ النعت الأكمل ١٩٣، إيضاح المكنون ٢/٤٧٨.
٤ السحب الوابلة ٤٦٤، إيضاح المكنون ٢/٥٤٣.
٥ السحب الوابلة ٤٦٦، إيضاح المكنون ٢/٦١٤.
٦ الخلاصة ٤/٣٦٠، إيضاح المكنون ٢/٦٤١.
٧ فهرس دار الكتب المصرية ٣/١٥٨، برقم (١١٧٠٦/ خ) .
٨ هدية العارفين ٢/٤٢٧، مختصر الطبقات ١٠٠.
1 / 18
الهجرة، هذا قول جمهور المؤرخين١
الثاني: أن وفاته كانت ضحى يوم الأربعاء، الموافق للخامس والعشرين من شهر ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وألف من الهجرة.
وقد نقل هذا القول العلامة محمد بن عبد الله بن حميد، المتوفي سنة (١٢٩٥هـ) في كتابه السحب الوابلة٢، حيث قال:
رأيت في ظهر الغاية – أي غاية المنتهى- بخط شيخ مشايخنا العمدة الضابط الشيخ محمد بن سلوم، نقلًا أن وفاته ضحوة يوم الأربعاء لخمس بقيت من ذي القعدة سنة (٣٢)، وكان له مشهد عظيم، وجلالة تليق به، انتهى.
إلا أن الذي يترجح لي – والله أعلم- أن القول الأول في تاريخ وفاته هو الأرجح، فهو الذي أثبته جميع المترجمين له، ودونوه في كتبهم، وأجمعوا عليه، دون القول الثاني.
ولقد كانت لمنزلته المرموقة التي وصل إليها، واطلاعه الواسع، وتضلعه في العلوم، أثرٌ كبير في ثناء العلماء عليه، ورفعهم من قدره وشأنه، فأثنوا عليه خيرًا، وسطروا في كتبهم مكانته التي وصل إليها، وخدمته العلمية الجليلة التي قدمها للعلم وأهله، لم ينقصوا منها شيئًا.
فقال عنه المؤرخ محمد أمين المحبي (ت١١١١هـ):
أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إمامًا محدثًا فقيهًا، ذا اطلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامة بالعلوم المتداولة٣.
وقال عنه أيضًا: كان منهمكًا على العلوم انهماكًا كليًا، فقطع زمانه
_________
١ خلاصة الأثر ٤/٣٦١، النعت الأكمل ١٩٥، عنوان المجد ١/٣٨، هدية العارفين ٢/٤٢٦، المدخل ٤٤٢، مختصر الطبقات ١٠١، الأعلام ٧/٢٠٣.
٢ السحب الوابلة ٤٦٧.
٣ خلاصة الأثر ٤/٣٥٨.
1 / 19
بالإفتاء والتدريس والتحقيق والتصنيف، فسارت بتآليف الركبان، ومع كثرة أضداده وأعدائه، ما أمكن أن يطعن فيها أحد، ولا أن ينظر بعين الإزدراء إليها١.
وقال عنه أيضًا:
مقدم في العلوم الشرعية، غير متأخر في العلوم الأدبية المرعيّة، فهو من الفضل في منتهاه، ومن الأدب في محل سهاه، وله جودة وإتقان، وتمسك بالهدى وإيقان٢.
وقال عنه المؤرخ محمد كمال الدين الغزي (ت١٢١٤هـ):
شيخ مشايخ الإسلام، وأحد العلماء المحققين الأعلام، واحد عصره وأوانه، ووحيد دهره وزمانه، صاحب التآليف العديدة، والفوائد الفريدة، والتحريرات المفيدة، خاتمة أعيان العلماء المتأخرين، من سمت بعلومه سماء المفاخر، فهو العلامة بالتحقيق، والفهامة عند أهل التدقيق والتنميق٣.
وقال أيضًا:.... جمع من العلوم أصنافًا، ومن الفهوم أضعافًا، وفاق الجميع بالإتفاق، وانعقد عليه الإجماع من أهل الخلاف والوفاق٤.
وقال مادحًا إياه٥:
حوى السبق في كل المعارف يا له ... إمام همام حاز كل العوارف
وقد صار ممنوحًا بكل فضيلة ... بظل ظليل بالعوارف وارف
وحاز بجد واجتهاد ومنحةٍ ... لما عنه حقًا كل كل الغطارف
سقى الله تربًا ضمه وابل الحيا ... بجنات عدن آمنًا من مخاوف
_________
١ المصدر السابق.
٢ نفحة الريحانة ٢/٨٦.
٣ النعت الأكمل ١٩٠.
٤ المصدر السابق.
٥ المصدر السابق.
1 / 20
ولا زال رضوان الإله مباكرًا ... ثرى ضمه ما حن بيت لطائف
وقال عنه العلامة عثمان بن عبد الله بن بشر، المتوفى سنة (١٢٩٠هـ):
الشيخ العالم العلامة، كانت له اليد الطولى في معرفة الفقه وغيره، صنف مصنفات عديدة في فنون من العلم١.
وقال عنه العلامة محمد بن عبد الله بن حميد (ت١٢٩٥هـ):
العالم العلامة، البحر الفهامة، المدقق المحقق، المفسر المحدث، الفقيه الأصولي النحوي، أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر٢.
وقال عنه العلامة عبد القادر بن بدران (ت١٣٤٩هـ):
العلامة بقية المجتهدين، أحد أكابر علماء هذا المذهب بمصر٣.
وقال عنه المؤرخ محمد جميل الشطي (ت١٣٧٩هـ):
شيخ الإسلام أوحد العلماء الأعلام، فريد عصره وزمانه، ووحيد دهره
وأوانه، صاحب التآليف العديدة، والتحريرات المفيدة٤.
_________
١ عنوان المجد ١/٣٨.
٢ السحب الوابلة ٤٦٣.
٣ المدخل ٤٤٢.
٤ مختصر طبقات الحنابلة ٩٨.
1 / 21
ثانيًا: دراسة الكتاب
؟ نسبة الكتاب إلى المؤلف:
نسبة كتاب «تحقيق الرجحان بصوم يوم الشك من رمضان» لمصنفه مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي الحنبلي، ثابتة ثبوتًا أكيدًا، وذلك من خلال النظر إلى غلاف الكتاب الذي دوّن عليه العنوان، حيث كتب عليه اسم الكتاب، ومؤلفه.
كما أن نسبة الكتاب للمصنف قد وردت في كتب التراجم التالية:
- خلاصة الأثر للمحبي ٤/٣٥٩.
- النعت الأكمل للغزي ١٩٣.
- السحب الوابلة لابن حميد ٤٦٥.
- إيضاح المكنون لإسماعيل باشا ١/٢٦٥.
- هدية العارفين لإسماعيل باشا أيضًا ٢/٤٢٦.
- مختصر طبقات الحنابلة للشطي ٩٨.
- مصطلحات الفقه الحنبلي للثقفي ٢٢٢.
- مفاتيح الفقه الحنبلي له أيضًا ١٩٥.
وقد ورد عنوان الكتاب في معظم هذه المصادر كما أثبته، إلا أن ابن حميد في السحب الوابلة ص ٤٦٥، ذكره بعنوان: تحقيق الرجحان في صوم يوم الغيم من رمضان، وهذا مخالف لكل من ذكر الكتاب ونسبه للمصنف، كما يخالف العنوان الذي ذكر على الغلاف، فضلًا عن أن المصنف في مقدمة الكتاب ذكره بنفس العنوان الذي أثبته.
1 / 25
موضوع الكتاب:
تحدث المصنف في كتابه هذا عن حكم صوم يوم الشك من رمضان.
حيث ذكر أنه لما رأى اختلاف العلماء قديمًا وحديثًا في هذه المسألة، أراد أن يوضح في هذا الكتاب أقوالهم وأدلتهم.
وقد رتب المصنف كتابه هذا على مقدمة وأربعة أبواب، وخاتمة.
أما المقدمة: فقد تحدث فيها عن الشك، وكيفية وقوعه، ثم ذكر فيها الحالات التي يصام فيها يوم الشك، ومتى يجوز، أو يحرم، أو يكره، أو يستحب صومه، وحكم صيامه بنية رمضان، أو عن غير رمضان.
أما الباب الأول: فقد عرض فيه المصنف أقوال الأئمة الأربعة في حكم صوم يوم الشك، فذكر أولًا مذهب الحنفية، وبين الأوجه التي يصام فيها يوم الشك عندهم، ثم ذكر مذهب المالكية، فالشافعية، فالحنابلة.
أما الباب الثاني: فقد أورد فيه أقوال الصحابة القائلين بصوم يوم الشك.
أما الباب الثالث: فقد عرض فيه أدلة الحنابلة القائلين بوجوب صوم يوم الشك، وأورد الأحاديث بأسانيدها، وبيّن وجه الدلالة منها لمذهبهم، ثم أورد اعتراضات قد يوردها الخصم، وأجب عليها.
أما الباب الرابع والأخير: فقد أورد فيه أدلة العلماء القائلين بعدم وجوب صوم يوم الشك، والقائلين بحرمته، ثم أعقب ذلك بالإجابة على تلك الأدلة وناقشها.
أما الخاتمة: فقد بيّن المصنف فيها أنه ينبغي ترك الإعتراض على الأئمة مبينًا الأسباب الداعية إلى التسليم لهم، وذكر أن جمهور العلماء رجحوا القول بأن كل مجتهد مصيب، وأنه ينبغي عدم التطاول على العلماء أو التعرض لهم بسوء.
1 / 26
وصف النسخ المعتمدة في التحقيق
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على ثلاث نسخ خطية.
وإليك وصفًا شاملًا لكل واحدة من تلك النسخ:
؟النسخة الأولى؟
وهي النسخة المحفوظة بالمكتبة الظاهرية بدمشق، ضمن مجموع يحتوي على عدة رسائل.
وهذا الكتاب هو الرسالة السابعة في الترتيب، ويبدأ من ورقة (٧١-٨٤)، وهذا المجموع محفوظ تحت رقم: (٥٨) ١.
وقد كتبت هذه النسخة بخط عادي، وعدد أوراقها أربع عشرة ورقة، وعدد أسطرها خمسة وعشرون سطرًا، في كل سطر: إحدى عشرة كلمة تقريبًا.
وتاريخ نسخها: يوم الخميس ٢٦ محرم سنة ١١٥٤هـ، كما ورد ذلك في آخرها، حيث قال ناسخها:
[وكان الفراغ من كتابة هذه المقدمة على يد العبد الفقير عبد الرحمن بن يوسف بن غنائم بن عنايا الحنبلي، المقدسي، الأزهري، الشامي، سنة ١١٥٤هـ، ألف ومائة في شهر الله المحرم، نهار سادس وعشرين، نهار الخميس سنة ألف ومائة وأربعة وخمسين]، انتهى.
وقد اعتبرت هذه النسخة أصلًا، وذلك لأنها أقرب النسخ الثلاث إلى زمن المؤلف، ولقلة السقط والأخطاء فيها.
_________
١ فهرس مخطوطات الظاهرية ١/٣٣
1 / 27