La Réalisation du soutien par le résumé des traits de Médine
تحقيق النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة
Genres
فموضع آثار البرمة معلوم هناك، واستقي له من ماء يقال له: (المشترب) (1) فيقال: ان فيفاء الخبار غربي الجماوات الآتي ذكرها (2)، وهي الأجبل التي في غربي وادي العقيق وأرضها سهلة وفيها حجرة وحفائر - والفيفاء (بفاءين بينهما ياء مثناة من تحت) والخبار (بخاء معجمة وباء موحدة ثم ألف وراء) - وهو الموضع الذي كانت ترعى فيه ابل الصدقة ولقاح النبي صلى الله عليه وسلم، ففي رواية أنها ابل الصدقة، وفي أخرى أنها لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنها كانت ترعى بذي الجدر غربي جبل عير على ستة أميال من المدينة، ووجه الجمع أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له ابل، وكان يشرب من ألبانها، وكانت ترعى مع ابل الصدقة، فصح الأخبار عن ابله مرة وعن ابل الصدقة أخرى، وأن النفر من عكل أو عرينة اجتووا المدينة، فأمرهم رسول 261
الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقوا بابل الصدقة فيشربوا من أبوالها وألبانها فلحقوا بها، فلما سمنوا وصحوا قتلوا الراعي، واسمه يسار مولى النبي صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الابل، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخبر فبعث في اثرهم عشرين فارسا، واستعمل عليهم كرز بن جابر الفهري (1).
وذكر ابن سعد عن ابن عقبة أن أمير الخيل يومئذ سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنهم، فأدركوهم وأحاطوا بهم فربطوهم وأردفوهم على خيلهم وردوا الابل ولم يفقدوا منها الا لقحة واحدة من لقاحه عليه الصلاة والسلام تدعى الحناء، فسأل عنها فقيل نحروها، فلما دخلوا بهم المدينة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة في ماء أسفل المدينة - وسيأتي - فخرجوا بهم نحوه فلقوه (2) بالزغابة وهو راجع إلى المدينة - والزغابة: مجمع سيل قناة وسيل بطحان، معروفة الآن - فأمر بهم صلى الله عليهم وسلم فقطعت أيدهم وأرجلهم، وسملت أعينهم وصلبوا هناك، فهذه جملة المساجد التي لا تعرف الا نواحيها (3).
Page 261