Enquête sur le rang éminent pour celui à qui la noble compagnie est attestée

Saladin d. 761 AH
78

Enquête sur le rang éminent pour celui à qui la noble compagnie est attestée

تحقيق منيف الرتبة لمن ثبت له شريف الصحبة

Chercheur

عبد الرحيم محمد أحمد القشقري

Maison d'édition

دار العاصمة

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1410 AH

Lieu d'édition

الرياض

أحدهما: أن ذلك كان من كل منهم بناء على الإجتهاد منه في ذلك والتأويل المسوغ له للأقدام عليه، ومع هذا فلا يكون شيء من ذلك قادحًا في عدالتهم. لأن جميع تلك الوقائع إن كانت مما يسوغ فيه الإجتهاد فظاهر لأنه حينئذ إن قلنا إن كل مجتهد مصيب فلا يتوجه تخطئته إلى أحد من الفريقين. وإن قلنا المصيب واحد والثاني مخطئ، فالمخطئ في إجتهاده معذور غير آثم، فلا يخرجه خطؤه عن العدالة. وإن لم يكن ذلك مما يسوغ فيه الإجتهاد فالمخطئ كان متأولًا فيما فعله. وإن كان تأوله خطأ فلا يخرج بذلك عن العدالة، كيف وإن عدالتهم ثابتة بما تقدم من الأدلة القطعية، فيستصحب ولا يُزال بالشك والوهم. لا سيما مع ما تقدم من ثناء الله تعالى عليهم ورسوله ﷺ مع العلم بما يصدر منهم. ومما يؤيد أن ذلك من المجتهد فيه قعود جماعة من الصحابة ﵃ عن الكون مع أحد الفريقين، كسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن مسلمة وغيرهم لأنه خفي عليهم الأمر. وروي أن عليًا ﵁ دعى سعد بن أبي وقاص إلى أن يكون معه فقال له: ٣٤- "أعطني سيفًا يعرف الحق من الباطل، أو قال: المحق من المبطل، وكان علي ﵁ مع أن الحق معه يغبط سعدً ﵁ بذلك، فكان يقول: ٣٥- "لله در منزل نزله سعد بن مالك، إن كان ذنبًا فذنب صغير، وإن كان أجر فأجر عظيم١.

١ تذكرة الحفاظ ١/٢٢.

1 / 84