وقال عبد الرحمن بن مهدي: "لإن أعرف علة حديث هو عندي أحب إلي من أن أكتب عشرين حديثًا ليست عندي"١.
قال يحيى بن سعيد: "سألت شعبة وسفيان بن سعيد وسفيان بن عيينة ومالك بن أنس عن الرجل لا يحفظ أو يتهم في الحديث قال: قالوا جميعًا: بين أمره"٢ فكل من كان متهمًا في الحديث بالكذب أو كان مغفلًا يخطئ الكثير فالذي اختاره أكثر أهل الحديث من الأئمة أن لا يشتغل بالرواية عنه ألا ترى أن عبد الله بن المبارك حدث عن قوم من أهل العلم فلما تبين له أمرهم ترك الرواية عنهم٣..
الباب الثالث تعريف الحديث الضعيف وأنواعه
تعريفه: عرفه ابن الصلاح بأنه هو: "كل حديث لم تجتمع فيه صفات الحديث الصحيح ولا صفات الحديث الحسن"٤
وعرفه ابن دقيق العيد٥ بأنه: "هو ما نقص عن درجة الحسن"٦ وهذا هو التعريف المختار. لأن ما لم تجتمع فيه صفات الحسن فهو من الصحيح أبعد٧ ولأنه لو اختلت بعض صفات الصحيح كخفة الضبّط مثلًا لا يكون ضعيفًا وإنما يكون حسنًا٨.
والأولى من ذلك أن يقال في تعريفة: هو ما لم تتوفر فيه صفات القبول٩وأنواع الحديث الضعيف كثيرة منها ما يعود إلى اتصال السند ومنها ما لا يعود إلى اتصال السند وإنما إلى أسباب متعددة تكون في السند أو المتن أو فيهما معًا.
وأنواعه كثيرة أوصلها ابن حبان إلى تسعة وأربعين نوعًا. وبلغ بها العراقي إلى إثنين وأربعين وبلغ بها غيرهما إلى ثلاثة وستين نوعًا، وزاد آخرون على هذا العدد١٠.