Tahkim des Esprits
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genres
ويقال لهم: أليس الأئمة وكل من يرجع إلى علم وزهد يرغب في شفاعة الرسول ويرجوها؟ فلا بد من: نعم.
فيقال: أليس كلهم يزهدون في الفسق والمجانة؟ فلا بد من: نعم، فثبت أنه لا شفاعة لأهل الفسق والخنا.
ويقال لهم: لو حلف رجل بطلاق امرأته وعتق عبيده أنه يفعل ما استحق به الشفاعة بماذا تأمرونه؟.
فإن قالوا: نأمره بالعصيان خرجوا من الدين، وإن قالوا: نأمره بالطاعة حتى يتوب ويطيع صح قولنا.
ويقال لهم: ما تقولون في رجل أساء إلى غيره، ثم شفع فيه إنسان وقال: إنه أساء؟ ومن عزمه أنه يعود إلى أمثاله وأكثر منه فإنه يستجهل هذا الشفيع، وإنما تصح إذا كان نادما عازما على أن لا يعود إلى أمثاله.
فإن قال: فما معنى الشفاعة على هذا؟.
قلنا: فيه وجهان:
أحدهما: أنهم كما يستحقون الثواب والمدح والتعظيم وزيارات الملائكة، يستحقون الشفاعة من جهة الرسول إعظاما لهم.
والثاني: أنه تحصل لهم شفاعته زيادة درجة تقضى لأهل الجنة، ويظهر لأهل المواقف عظيم رتبة النبي - صلى الله عليه وآله - حيث أعطي الشفاعة.
فإن قيل: أليس الشفاعة تكون لمن يناله ضرر؟.
قلنا: هي على وجهين تكون فيما قلت، وتكون في زيادة الرتبة وزيادة النعمة، بل هذا أكثر؛ لأن أكثر الشفاعات عند الأمراء والكبراء في زيادة رتبة أو زيادة رفعة، أو مخاطبة أو ولاية أو نعمة وما يجري مجراها.
ويقال: من أخرج من النار أمثابون أم غير مثابين؟.
فإن قالوا: لا يثابون خالفوا الإجماع؛ لأنهم اتفقوا أن كل مكلف في الجنة يثاب.
وإن قالوا: يثابون تفضلا.
قلنا: لا يصح؛ لأنه لو جاز ذلك لجاز أن يتفضل عليهم بمنازل الأنبياء، ولجاز أن نعظم نحن من لا نعرفه تعظيم الأنبياء.
Page 187