Tahkim des Esprits
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genres
فإن قال: هب أن العرب علموا هذا المعجز فغيرهم كيف يعلم؟.
قلنا: هب أن العجم لم يعلموا، أيخرج القرآن من كونه معجزا دالا على النبوة؟.
وبعد فإنا نعلم بالسير أن العرب لم يعارضوه لعجزهم فيعلم بهذا أنه معجز.
فإن قيل: كيف يكون القرآن معجز وفيه من التكرار واللحن واللغات المختلفة؟.
قلنا: مع تسليم هذا. أليس لم يعارضوه؟ وبعد فلو كان ما تقوله في القرآن يخرجه من كونه معجزا لادعوا عليه طول أيامهم.
ويقال لهم: أما اللحن فمعاذ الله، وقد سأل بعضهم أبا الهذيل عن هذا فقال: هب أنك تشك أنه كلام الله، فهل تشك أنه من كلام محمد وهو من صميم العرب واللغة لغته أرأيت أنه لحن ولم يعرف ويعرفه الأنباط؟ فتاب السائل.
وأما التكرار فذلك موجود في كلام العرب للتأكيد.
فأما اختلاف اللغات فليس فيه لغة غير لغة العرب، وما يذكر إما أن يكون اتفاق اللغتين كالقسطاس أو أخذته العرب فعربته.
فإن قيل: لعل القرآن أخذ من الجن أيقدر الجن على مثله؟.
قلنا: بهذا لا يخرج عن كونه ناقضا للعادة في العرب، وبعد فإنا نعرف الجن بالقرآن فإن لم يكن صحيحا صادقا فمن أين أن هاهنا جن؟ وإن كان صحيحا صدقا، وبعد فقد قال فيه: إنه كلام رب العزة.
ويقال لهم: هل جوزتم أن يكون فلق البحر، وقلب العصى حية من فعل بعض الجن، فما أجابوا به فهو جوابنا.
فإن قيل: أليس روي إن فيه زيادة ونقصانا؟.
قلنا: كذبوا، ولو نقص حرف الآن لظهر لكل أحد فكيف خفي على المسلمين والإسلام غض جديد والمسلمون متوافرون؟.
ويقال له: ما الذي كتموا؟.
فإن قيل: لا أدري.
قلنا: فبأي شيء عرفوا أنهم كتموا؟.
Page 178