Tahkim des Esprits
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
Genres
ويقال: أليس قال تعالى: ?ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث?[الأنبياء:2] فوصفه بالحدوث، والذكر القرآن، قال تعالى: ?إنا نحن نزلنا الذكر?[الحجر:9]، وقال: ?وهذا ذكر مبارك?[الأنبياء:50]، ثم وصفه بالنزول، وقال: ?إنا أنزلناه قرآنا?[يوسف:2]، وذلك من أسماء الحدث.
ويقال لهم: أليس ورد الشرع بأنه يجب على الجنب أن لا يقرأ القرآن؟ ولأنه لا ينبغي أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، وأن من قرأ هذه السور كان له كذا من الثواب.
ويقال: قرأ القرآن، فلا بد من: بلى؛ لأنه قال: ?إنه لقرآن كريم ، في كتاب مكنون ، لا يمسه إلا المطهرون ، تنزيل من رب العالمين?[الواقعة:77-80].
[ويقال لهم: فثبت أن القرآن غير الله، إنه مبدل ومحدث].
ويقال لهم: ما تقولون في رجل حلف بطلاق كل نسائه وعتق عبيده إن لم يقرأ القرآن، أو قال: إن لم أقرأ كلام الله تعالى ليس يلزمه؟.
فإن قال: يقرأ هذه السور والآيات ثبت ما قلنا، وإن قال: غيره، لا يعقل وخالف الأمة والكتاب.
ويقال لهم: الكلام في صفة للذات أو صفة للفعل؟.
فإن قالوا : صفة للفعل وافقونا، وإن قالوا: صفة ذات.
قلنا: لا يعقل كونه متكلما إلا وجود الكلام من جهته ووجود الكلام من جهته، يحيل كونه صفة للنفس.
وبعد فإن الكلام حروف مختلفة فوجب أن يكون في نفسه على صفات مختلفة وهي صفات الحروف، وأيضا يجب أن يكون متكلما بسائر أجناس الكلام من الصدق والكذب إذ لا اختصاص لذاته بكلام دون كلام.
Page 148