284

La Discipline du Pouvoir et l'Organisation de la Politique

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Chercheur

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

الأردن الزرقاء

وَلم يلْحقهُ شَيْء حَتَّى رمى رجل من الناشبة فَأصَاب نَحوه فَوَقع اللعين من السُّور إِلَى خَارج وَكبر الْمُسلمُونَ وسر المعتصم بذلك سُرُورًا عَظِيما وَقَالَ اخبروني عَمَّن رمى هَذَا السهْم الْمُبَارك فأوتى بِالرجلِ فَأدْخل عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ سَأَلتك بِاللَّه لتبعني ثَوَاب هَذَا السهْم بِمِائَة ألف دِرْهَم فَقَالَ الرجل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَيْسَ الثَّوَاب مِمَّا يُبَاع قَالَ فَمَا زَالَ يرغبه حَتَّى بلغ مَعَه خَمْسمِائَة ألف دِرْهَم فَقَالَ مَا أبيعه بالدنيا بأسرها وَمَا فِيهَا وَلَكِنِّي أشهد الله أَنِّي قد جعلت نصف ثَوَابه لَك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ قد رضيت بِهَذَا أحسن الله جزائك وَأمر للرجل بِمِائَة ألف دِرْهَم فقبضها من سَاعَته وَقيل لما وَقع الْحَرِيق فِي الْجَانِب الغربي بِبَغْدَاد وَجه المعتصم ابْنه هَارُون فَقَامَ بأمرها حَتَّى أطفيت وَأمر بكتب أَسمَاء من احْتَرَقَ لَهُ شَيْئا ومبلغ مَا ذهب لَهُم ثمَّ أعْطى كلا مِنْهُم على قدر حَالَة فَبلغ إعطاؤهم عشْرين ألف دِينَار وَخَمْسمِائة ألف ألف دِرْهَم
وَقَالَ ابْن أبي دَاوُود القَاضِي مَا رَأَيْت رجلا عرض على الْمَوْت فَلم يكترث بِهِ وَلَا عدل بِهِ عَمَّا أَرَادَ إِلَّا تَمِيم بن جميل الْخَارِجِي وَكَانَ قد خرج على المعتصم فرأيته وَقد جِيءَ بِهِ أَسِيرًا فَأدْخل عَلَيْهِ فِي يَوْم مركب وَقد جلس المعتصم للنَّاس مَجْلِسا عَاما بِالسَّيْفِ والنطع فَلَمَّا مثل بَين يَدَيْهِ نظر إِلَيْهِ المعتصم فأعجبه حسنه وقده ومشيته إِلَى الْمَوْت غير مكترث بِهِ فَأطَال الْفِكر فِيهِ ثمَّ استنطقه لينْظر أَيْن عقله وَلسَانه من

1 / 378