191

La Discipline du Pouvoir et l'Organisation de la Politique

تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

Chercheur

إبراهيم يوسف مصطفى عجو

Maison d'édition

مكتبة المنار

Numéro d'édition

الأولى

Lieu d'édition

الأردن الزرقاء

لاستوعرت موطنك ولاستعظمت مركبك ولأوردتك موردا يعبأ بالإصدار عَنهُ ذَوُو الْقُوَّة فَقَالَ كثير أَنْت أَضْعَف كوعا وأملى روعا وَلنْ تنَال بذلك شَيْئا يَا حجاج على مَا ضيعت من الْأَمَانَة وأظهرت من الْخِيَانَة مَعَ سوء سيرة وقبح سياسة فَإنَّك خربَتْ وَمَا عمرت وأفسدت وَمَا أصلحت وَجَرت وَمَا عدلت وَتركت الْحق إِذْ حكمت ق ٣٨ فَقَالَ الْحجَّاج أما أَنَّك يَا كثير لتمد يدا قَصِيرَة وأنامل حقيرة لَا يستعاذ بك فِي الْمَظَالِم وَلَا يستعان بك فِي المغارم وَلَا تؤهل لدفع الْمَظَالِم فَلَمَّا خشِي عبد الْملك أَن يعظم بَينهمَا الْخطب عزم عَلَيْهِمَا أَن يسكتا فَخرج كل وَاحِد مِنْهُمَا ممليا غيظا وحقدا وَلم يلبث الْحجَّاج أَن خرج إِلَى الْعرَاق وَقدم وَفد من الْعرَاق على عبد الْملك فَلَمَّا أَرَادوا الِانْصِرَاف قَالَ لكثير بن هراثة انْطلق مَعَ هَؤُلَاءِ الْقَوْم إِلَى الْحجَّاج حَتَّى تقوم خَطِيبًا وتذكر السّمع وَالطَّاعَة لولاة الْأَمر وَكَيف ينزل بِأَهْل الْخلاف والشقاق من النقمَة فِي العاجل ولآجل فَقَالَ لَهُ كثير إِنَّك قد علمت يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا بيني وَبَينه وَأَنت لي ملْجأ إِن قهرت وَعزا إِن أذللت فَإِن أصابتني جَائِحَة أَو حلت بِي مُصِيبَة من الْحجَّاج فَأَنت المطالب بِثَأْرِي وَأَنت بعد الله ثقتي وَقد بعث أَمِير الْمُؤمنِينَ إِلَى بلد أَتَخَوَّف أَهله وأميرا أحذر فعله وَقد شمخ بِأَنْفِهِ نَحْو السَّمَاء واجترأ على سفك الدِّمَاء وَلَيْسَ بحضرتي حفدة يعينوني عَلَيْهِ وَلَا أنصار

1 / 285