266

Tahdhib de la langue

تهذيب اللغة

Enquêteur

محمد عوض مرعب

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Édition

الأولى

Année de publication

٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت

يصف ثورًا وحشيًا:
يلوح إِذا أفْضى ويُخفِي بريقه
إِذا مَا أجنّتْه غُيوبُ المشاعرِ
وأمّا قَول الشَّاعِر:
على شَعْراء تُنقِضُ بالبِهامِ
فإنّه أرادَ بالشّعراء خصيةً كَثِيرَة الشعَر النَّابِت عَلَيْهَا. وَقَوله (تُنقِض بالبهام) عَنَى أُدرةً فِيهَا إِذا فُشّتْ خرجَ لَهَا صَوتٌ كصوت المُنْقِض بالبَهْم إِذا دَعَاهَا.
وَيُقَال شاعَرْتُ فلانةَ، إِذا ضاجعتَها فِي ثوبٍ واحدٍ فكنتَ لَهَا شِعارًا وَكَانَت لَك شِعارًا. وَيَقُول الرجل لامْرَأَته: شاعِرِيني.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر قَالَ: الشَّعِرة من المِعزَى: الَّتِي ينبُت الشّعر بَين ظِلفَيْها فتَدمَى.
وَيُقَال للرجل الشَّديد: فلانٌ أشعرَ الرَّقَبَة، شبِّه بالأسد وَإِن لم يكن ثَمَّ شَعَر. وَكَانَ زِيَاد بن أَبِيه يُقَال لَهُ أشعَرُ بَرْكًا، أَي أنّه كثير شعر الصَّدْر.
وأشعَر: قَبيلَة من الْعَرَب، مِنْهُم أَبُو مُوسَى الأشعريُّ. ويُجْمَعون الأشعرِينَ بتَخْفِيف يَا النِّسْبَة كَمَا يُقَال قوم يمانون.
رعش: قَالَ اللَّيْث: يُقَال قد أخذتْ فلَانا رِعشةٌ عِند الحَرْب ضعفا وجُبنًا. وَقَالَ النَّضر: إنّه لرَعِشٌ إِلَى الْقِتَال وَإِلَى الْمَعْرُوف، أَي سريع إِلَيْهِ. والرِّعشة: العَجَلة. وَأنْشد:
والمُرعَشِينَ بالقنا المقوَّمِ
كَأَنَّمَا أرعشوهم، أَي أعجلوهم.
قَالَ: وتسمَّى الدابّة رعشاء لانتفاضها من شهامتها ونشاطها.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال للجبان رِعشيش. وَيُقَال ارتعشَتْ يدُه، إِذا ارتعدت. قَالَ: وارتعشَ رأسُ الشَّيخ، إِذا رجَفَ من الْكبر. والرَّعشاء من النعام: السَّريعة، والظليمُ رَعِشٌ، وَهُوَ على تَقْدِير فَعِلٍ، بَدَلا من أفعل. وَكَذَلِكَ النَّاقة الرَّعْشاء، والجمل أرعَش. وَهُوَ الرَّعْشَنُ، والرَّعشَنة. وَأنْشد:
من كلِّ رعشاءَ وناجٍ رَعْشَنِ
وَالنُّون زَائِدَة فِي الرَّعْشَنِ كَمَا زادوها فِي الصَّيدَن، وَهُوَ الأصيد من الْمُلُوك، وكما قَالُوا للْمَرْأَة الخلاَّبة خَلْبَن. وَمِنْهُم من يَقُول: الرَّعْشَنُ بناءٌ رباعيٌّ على حِدَة. والرُّعاش: رِعشة تعتري الإنسانَ من داءٍ يصيبُه لَا يسكن.
شرع: قَالَ الله جلّ وعزّ: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المَائدة: ٤٨) وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: ﴿يَخْتَلِفُونَ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الاَْمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ (الجَاثيَة: ١٨) وَقَالَ: ﴿عَلِيمٌ شَرَعَ لَكُم مِّنَ الِدِينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِى ﷺ
١٧٦٤ - أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا﴾ (الشّورى: ١٣) قَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَوْله: ﴿شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (المَائدة: ٤٨) قَالَ بَعضهم: الشِّرعة فِي الدّين والمنهاجُ: الطَّريق، وَقيل الشِّرعة والمنهاج جَمِيعًا: الطَّريق. والطَّريق هَاهُنَا: الدِّين، ولكنَّ اللفظَ إِذا اختَلف أُتي بِهِ بألفاظٍ تؤكد بهَا القصَّة وَالْأَمر، كَمَا قَالَ عنترة:
أقوَى وأقفَرَ بعد أمِّ الهيثَمِ
فَمَعْنَى أقوى وأقفَرَ وَاحِد يدلُّ على الخَلْوة، إلاّ أنّ اللَّفظين أوكدُ فِي الخَلْوة. قَالَ: وَقَالَ مُحَمَّد بن يزِيد: شِرعةً مَعْنَاهَا ابْتِدَاء الطَّرِيق. والمنهاج: الطَّرِيق المستمرّ.

1 / 270