Tahdhib de la langue
تهذيب اللغة
Enquêteur
محمد عوض مرعب
Maison d'édition
دار إحياء التراث العربي
Édition
الأولى
Année de publication
٢٠٠١م
Lieu d'édition
بيروت
والسوابع والخوامس.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: إِذا وَردت الْإِبِل كلَّ يَوْم قيل: وردَتْ رِفْهًا، فَإِن وردَتْ يَوْمًا وَيَوْما لَا قيل: وردتْ غِبًّا، فَإِذا ارتفعتْ عَن الغِبِّ فالظِّمْء الرِّبع، وَلَيْسَ فِي الْورْد ثِلثٌ، ثمَّ الخِمس إِلَى العِشْر. فَإِن زَادَت فَلَيْسَ لَهَا تسميةُ وِردٍ، وَلَكِن يُقَال: هِيَ ترِدُ عشرا وغِبًّا وعِشْرًا ورِبعًا إِلَى الْعشْرين، فَيُقَال حينئذٍ ظِمؤها عِشرانِ. فَإِذا جاوزَت الْعشْرين فَهِيَ جوازىء.
وَقَالَ اللَّيْث: إِذا زَادَت على الْعشْرَة قَالُوا: وردنا رِفهًا بعد عِشر. قَالَ: وعشّرتُ الشيءَ تعشيرًا، إِذا كَانَ تِسْعَة فزدت وَاحِدًا حتّى تَمَّ عَشرة. قَالَ: وعَشَرْتُ، خَفِيفَة: أخذتُ وَاحِدًا من عشرَة فَصَارَ تِسْعَة. فالعشور نُقصان والتعشير زِيَادَة وَتَمام.
وَقَالَ اللَّيْث: قلتُ للخليل: مَا معنى الْعشْرين؟ قَالَ: جمَاعَة عِشْر قلت: فالعِشْر كم يكون؟ قَالَ: تِسْعَة. قلت: فعشرون لَيْسَ بِتمَام إنَّما هُوَ عِشْران ويومان. قَالَ: لمّا كَانَ من العِشْر الثَّالِث يومانِ جمعتَه بالعشرين. قلت: وَإِن لم يستوعب الْجُزْء الثَّالِث؟ قَالَ: نعم، أَلا ترى قَول أبي حنيفَة إِذا طلقَّها تَطْلِيقَتَيْنِ وعُشر تَطْلِيقَة فَإِنَّهُ يَجْعَلهَا ثَلَاثًا، وَإِنَّمَا من الطَّلقَة الثَّالِثَة فِيهِ جُزْء. فالعشرون هَذَا قياسُه. قلت: لَا يُشبه العِشْرُ التطليقة، لأنّ بعض التطليقة تَطْلِيقَة تامّة، وَلَا يكون بعض العِشْر عِشرًا كَامِلا. أَلا تَرى أنّه لَو قَالَ لامْرَأَته: أَنْت طالقٌ نصفَ تَطْلِيقَة أَو جُزْءا من مائَة تطليقةٍ كَانَ تَطْلِيقَة تامّة، وَلَا يكون نصف العِشر وَثلث العِشْر عِشرًا كَامِلا.
وَقَالَ اللَّيْث: وَيَوْم عاشُوراء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر من المحرَّم.
قلت: وَلم أسمع فِي أَمْثِلَة الْأَسْمَاء اسْما على فاعولاء إلاّ أحرفًا قَليلَة. قَالَ ابْن بزرج: الضَّاروراء: الضَّراء، والسّاروراءُ: السّرّاء، والدَّالولاءُ: الدَّالّة. وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الخابوراءُ: مَوضِع.
وَرُوِيَ عَن ابْن عبّاس أَنه قَالَ فِي صَوْم عَاشُورَاء: (لَئِن سَلِمْتُ إِلَى قَابل لأصومنَّ الْيَوْم التَّاسِع) . وَرُوِيَ عَنهُ أَنه قَالَ: رعَت الْإِبِل عشرا، وَإِنَّمَا هِيَ تسعةُ أيّام.
قلت: وَلقَوْل ابْن عباسٍ وجوهٌ من التأويلات: أَحدهَا أنّه كره موافقةَ الْيَهُود لأنَّهم يَصُومُونَ اليومَ الْعَاشِر. وروى ابْن عُيَيْنَة عَن عُبيد الله بن أبي يزِيد قَالَ: سمعتُ ابْن عباسٍ يَقُول: (صُومُوا التَّاسِع والعاشر وَلَا تشبَّهوا باليهود) . وَالْوَجْه الثَّانِي مَا قَالَ إِسْمَاعِيل بن يحيى المزَني: يحْتَمل أَن يكون التَّاسِع هُوَ الْعَاشِر.
قلت: كَأَنَّهُ تأوّلَ فِيهِ عِشر الْورْد أنّها تِسْعَة أَيَّام، وَهُوَ الَّذِي حَكَاهُ اللَّيْث عَن الْخَلِيل، وَلَيْسَ ببعيدٍ من الصَّوَاب.
وَقَالَ اللَّيْث: المعشِّر: الحمارُ الشَّديد النَّهيق الَّذِي لَا يزَال يوالي بَين عشرِ ترجيعات فِي نهيقِهِ، ونهيقُه يُقَال لَهُ التعشير. وَيُقَال عشّر يعشّر تعشيرًا.
وَقَالَ الله تَعَالَى: ﴿سُيِّرَتْ وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ﴾ (التّكوير: ٤) . قَالَ الْفراء: العِشار لُقَّحُ
1 / 261