250

Tahdhib de la langue

تهذيب اللغة

Enquêteur

محمد عوض مرعب

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت

وفصيلَها لرضيعها. الْمَعْنى لَو تُركت مَعَ فصيلها. قَالَ: وَمن قَرَأَ: (فاجمعوا أَمركُم وشركاءهم) بِأَلف مَوْصُولَة فَإِنَّهُ يعْطف (شركاءكم) مَعَ (أمركمْ) . قَالَ: وَيجوز فاجمعوا أَمركُم على شركائكم. وَقَالَ الأصمعيّ: جمعتُ الشَّيْء، إِذا جئتَ بِهِ من هَاهُنَا وَهَاهُنَا. قَالَ: وأجمعتُه، إِذا صيَّرتَه جَمِيعًا. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وأولاتِ ذِي العَرْجاء نَهبٌ مُجمَعُ
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله جلّ وعزّ: ﴿فَأَجْمِعُواْ كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُواْ صَفًّا﴾ (طاه: ٦٤) قَالَ: الْإِجْمَاع: الإحكام والعزيمة على الشَّيْء، تَقول: أجمعتُ الخروجَ وأجمعتُ على الْخُرُوج. قَالَ: وَمن قَرَأَ: ﴿فاجمعوا كيدكم فَمَعْنَاه لَا تدَعوا من كيدكم شَيْئا إِلَّا جئْتُمْ بِهِ.
وَأَخْبرنِي الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْهَيْثَم أَنه قَالَ: أجمع أمرَه، أَي جعله جَمِيعًا بَعْدَمَا كَانَ متفرِّقًا. قَالَ: وتفرُّقه أَنه جعل يدبِّره فَيَقُول مرّةً أفعل كَذَا وَمرَّة أفعل كَذَا، فَلَمَّا عزمَ على أمرٍ مُحكم أجمعَه، أَي جعله جَمِيعًا. قَالَ: وَكَذَلِكَ يُقَال أجمعتُ النَّهب. والنَّهب: إبلُ القومِ الَّتِي أغار عَلَيْهَا اللُّصوص فَكَانَت متفرِّقةً فِي مراعيها فجمعوها من كلّ ناحيةٍ حتّى اجتمعتْ لَهُم ثمَّ طردوها وساقوها، فَإِذا اجْتمعت قيل أجمعوها. وَأنْشد:
نهبٌ مُجمَعُ
وَقَالَ بَعضهم: جمعت أَمْرِي. وَالْجمع: أَن تجمع شَيْئا إِلَى شَيْء. وَالْإِجْمَاع: أَن تجْعَل المتفرّقَ جَمِيعًا، فَإِذا جعلته جَمِيعًا بَقِي جَمِيعًا وَلم يكد يتفرَّق، كالرأي المعزوم عَلَيْهِ المُمضَى.
وَقَالَ غَيره فِي قَول أبي وَجْزة السعديّ:
وأجمعتِ الهواجرُ كلَّ رَجعٍ
من الأجماد والدَّمِث البَثاءِ
أَجمعت: أيبسَتْ. والرَّجع: الغدير. والبَثاء: السهل.
وَقَالَ بَعضهم: أجمعْتُ الْإِبِل: سقتُها جَمِيعًا. وأجمعَتِ الأرضُ سَائِلَة وَأجْمع الْمَطَر الأَرْض، إِذا سَالَ رَغابُها وجَهادُها كلُّها.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: ﴿ءَامَنُو ﷺ
١٧٦٤ - اْ إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَواةِ مِن يَوْمِ﴾ (الجُمُعَة: ٩) قَالَ الْفراء: خفّفها الْأَعْمَش وثقَّلها عاصمٌ وَأهل الْحجاز. قَالَ: وفيهَا لُغَة: الجُمْعة، وَهِي لبني عُقيل. قَالَ: وَلَو قرىء بهَا لَكَانَ صَوَابا. قَالَ: وَالَّذين قَالُوا الجُمعَةَ ذَهَبُوا بهَا إِلَى صفة الْيَوْم أنّه يجمع النَّاس، كَمَا يُقَال رجلٌ هُمَزة لمُزَة: ضُحَكة.
وَقَالَ اللَّيْث: الجمْعة يَوْم خُصَّ بِهِ لِاجْتِمَاع النَّاس فِي ذَلِك الْيَوْم، وَتجمع على الجُمُعات والجُمَع، وَالْفِعْل مِنْهُ جمَّع الناسُ، أَي شهِدوا الْجُمُعَة.
قلت: الْجُمُعَة تثقَّل وَالْأَصْل فِيهَا التَّخْفِيف جُمْعة. فَمن ثقل أتبع الضمّةَ، وَمن خفّف فعلى الأَصْل. والقراء قرءوها بالتثقيل.
وَفِي حَدِيث النَّبِي ﷺ أَنه ذكر الشُّهَدَاء

1 / 254