171

Tahdhib de la langue

تهذيب اللغة

Chercheur

محمد عوض مرعب

Maison d'édition

دار إحياء التراث العربي

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

٢٠٠١م

Lieu d'édition

بيروت

شمر عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّقْع: الْغُبَار الْمُرْتَفع. والنَّقْع: الصُّراخ الْمُرْتَفع. قَالَ شمر: وَقيل فِي قَول عمر: (مَا لم يكن نَقع وَلَا لقلقةٌ) إِنَّه شقّ الْجُيُوب. قَالَ: وَوجدت للمرّار الأسَدي فِيهِ بَيْتا:
نقَعنَ جيوبهنَّ عليّ حيًّا
وأعددنَ المرائيَ والعويلا
وَيُقَال: فلَان مِنْقَع، أَي يُشتَفى بِرَأْيهِ، أَصله من نَقعتُ بالريّ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: مِنْقع البُرَم: تَوْرٌ صَغِير، وَجمعه مَناقع، وَلَا يكون إلاَّ من حِجَارَة. وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ المِنْقعة والمِنقع.
وَفِي حَدِيث النَّبِي ﷺ أنّه (نَهَى أَن يُمنَع نَقْع الْبِئْر)، قَالَ أَبُو عبيد: نقع الْبِئْر: فَضْل مَائه الَّذِي يخرج مِنْهُ أَو من العَين قبل أَن يصيَّر فِي إناءٍ أَو وعَاء. قَالَ: وفسّره الحديثُ الآخر: (مَن مَنَعَ فضْل المَاء ليمنع بِهِ فَضْلَ الْكلأ منَعَه الله فضلَه يَوْم الْقِيَامَة) . قَالَ: وأصل هَذَا فِي الْبِئْر يحتفرها الرجلُ بالفلاةِ من الأَرْض يسْقِي بهَا مواشيَه، فَإِذا سَقَاهَا فَلَيْسَ لَهُ أَن يمْنَع المَاء الفاضلَ عَن مواشيه مواشي غَيره، أَو شاربًا يشرب بشفته. وَإِنَّمَا قيل للْمَاء نَقْعٌ لِأَنَّهُ ينقَع بِهِ أَي يُروى بِهِ. يُقَال: نَقَع بالريّ وبضَع. وَيُقَال: مَا نقعت بِخَبَرِهِ، أَي لم أشتفِ بِهِ.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّقع: الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء، والجميع الأنقعة.
وَيُقَال نقع المَاء غُلّتَه، إِذا أروى عطشَه.
وَمن أَمْثَال الْعَرَب: (إنّ فلَانا لشَرَّابٌ بأنقُع) يضْرب مثلا للرجل الَّذِي قد جرّب الْأُمُور وعَرفها ومارسَها حتّى خبرَها. وَالْأَصْل فِيهِ أنّ الدَّلِيل من الْعَرَب فِي باديتها إِذا عَرَف الْمِيَاه الغامضة فِي الفلَوات ووردها وشرِب مِنْهَا، حَذِق سُلوكَ الطّرق الَّتِي تؤدّيه إِلَى المحاضر والأمواه. والأنقُع: جمع النَّقْع، وَهُوَ كلُّ ماءٍ مستنقِع من ماءٍ عِدٍ أَو غَدِير.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: نقع المَاء ينقع نُقوعًا، إِذا ثَبت. والنَّقوع: مَا أنقعتَ من شَيْء. يُقَال سَقونا نَقوعًا، لدواءٍ أُنقِعَ من اللَّيْل.
وَفِي حَدِيث مُحَمَّد بن كَعْب القُرظيّ قَالَ: (إِذا استَنقَعتْ نفْسُ الْمُؤمن جَاءَهُ مَلَكٌ فَقَالَ لَهُ السَّلَام عليكَ وليَّ الله. ثمّ نَزَع هَذِه الْآيَة: ﴿الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ﴾ (النّحل: ٣٢) وَقَالَ شمر: قَوْله إِذا استنقعت نفس الْمُؤمن، قَالَ بَعضهم: يَعْنِي إِذا خرجَتْ. قَالَ شمر: وَلَا أعرفهَا. وَقَالَ ابْن مقبل:
مستنقِعان على فضول المِشْفرِ
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يَعْنِي نابَي النَّاقة، أَنَّهُمَا مستنقعان فِي اللُّغام. وَقَالَ خَالِد بن جَنْبَة: مَعْنَاهُ مصوِّتان.
قلت: قَوْله (إِذا استنقَعَتْ نفسُ الْمُؤمن) لَهُ مخرجان؛ أَحدهمَا أَنَّهَا اجْتمعت فِي فِيهِ كَمَا يستنقع المَاء فِي مَكَان، وَالثَّانِي خرجَتْ، من قَوْله نقعتُه، إِذا قتلتَه.
وَقَالَ اللَّيْث: الأُنقوعة: وَقْبة الثَّرِيد الَّتِي فِيهَا الودَك. وكلُّ شيءٍ سالَ إِلَيْهِ المَاء من مَثْعبٍ وَنَحْوه فَهُوَ أُنقوعة.
قَالَ: والنَّقيع: شراب يُتّخذ من الزَّبِيب

1 / 175