============================================================
عمرو بن معد يكرب(1) وقد سئل عن قومه: نعم القوم قومي عند السيف المسلول ن2 والمال المسئول. ويكون تقدير الكلام في قولك: نعم الرجل زيد، أي: الممدوح من الرجال زيد. وقد يجوز أن يقتصر على ذكر الجنس ويضمر المقصود بالمدح والذم، اكتفاء بتقدم ذكره، فيقال: نعم الرجل وبئس العبد، وفي التنزيل العزيز: ( ووهبنا للاود سليمن نغم العبد إنه. أواب(ج)) [سورة ص:30/38]، أي: نعم العبد سليمان، فحذف اسمه لتقدم ذكره وعلم المخاطب به، وعند قوم أن وضع ينعم وبئس لاقتصاد في المدح والذم، قال: وليس كذلك، بل وضعهما للمبالغة، ألاترى إلى س شوبر قوله في تعظيم صفاته: (واغتصموايالله هو مولكر فنعم المولى ونغر النصير (4)) [سورة الحج: 78/22](2) ومن أوهامهم العاكسة معنى كلامهم أتهم لا يفرقون بين معنى (نعم) وبين معنى (بلى)، فيقيمون إحداهما مقام الأخرى، وليس كذلك؛ لأن (نعم) تقع في جواب الاستخبار المجرد من النفي، فترد الكلام الذي بعد حرف الاستفهام، كما ال تعالى: فهل وجدثم تما وعد ريكم حقا) فالوانعو [سورة الأعراف: 44/7]؛ لأن [375 تقديره: وجدنا ما وعدنا ربنا حقا.
وأما (بلى) فتستعمل في جواب الاستخبار عن النفي، ومعناها إثبات المنفي ورد الكلام من الجحد إلى التحقيق، فهي بمنزلة (بل)، حتى قال بعضهم إن أصلها (بل)، وإنما زيدت عليها الآكف ليخسن السكوت عليها، وحكمها أنها متى جاءت بعد (ألا) و(أما) و(ألم) و(أليس) رفعت حكم النفي وأحالت الكلام إلى الإثبات، لا (1) هو عمروبن معدي كرب بن عبد الله بن عمرو بن زبيد، أبو ثور، شاعد فارس، أسلم سنة تسع للهجرةثم ارتدثم عاد، وشهد ملما وقائع شهيرة، ثوفي في آخر خلافة عمر بن الخنطاب، ويقال استشهد في معركة اوند. ترجمته في الإصابة 18/5-21، وأخباره في الأغاني 244-208/15. .
(2) الدرة (و) 48 - 89، والدرة (ض) 194 -197، والدرة (ك) 144 -145، وفي حواشي ابن بري 805، .
وشرح الخفاجي 521- 522 نجويز لما أنكره الحريري هاهنا، على حذف المقصود بالمدح، وانظر هذا الخلاف في ارتشاف الضرب 2052/4، وانظر أيضا: تصحيح التصحيف 516-517 وفيه* وطؤل الحريري رحمه الل الكلام في هذا الفصل وتقريره على هذه القاعدة التي ذكرها، ومع ذلك فقد قال في مقاماته في المقامة الثالثة والأربعين: " إنك نغم من إليه يحتكم" فجاء فيه بغير ما قرره في كتابه درة الغواص".
189
Page 191