355

(النظم)

قيل: كيف تتصل الآية بما قبلها؟

قلنا: الحكاية عن أفعال اليهود نظير ما تقدم، وقيل: لما علم اليهود ما للمسلمين عند الله تعالى حسدوهم، وأرادوا ردهم عنه بإلقاء الشبه، فبين تعالى ذلك من حالهم عقيب ذكرهم تحذيرا منهم.

ويقال: بم يتصل قوله: (من) في قوله: من عند أنفسهم؟

قلنا: فيه أقوال: قيل: يتصل بقوله: ود كثير عن الزجاج، وقيل: يتصل بقوله: حسدا توكيدا، وقيل: إن اليهود أضافوا الكفر والمعاصي إلى الله تعالى، فقال ردا عليهم وتكذيبا لهم: من عند أنفسهم.

* * *

(النزول)

قيل: نزلت في حيي بن أخطب، وأخيه أبي ياسر بن أخطب، دخلا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة، فلما خرجا، قال حيي: أهو نبي؟ قال: هو هو، فقيل: فما له عندك؟ قال: العداوة إلى الموت، وهو الذي نقض العهد، وأثار الحرب يوم الأحزاب، عن ابن عباس.

وقيل: نزلت في كعب بن الأشرف، عن الزهري. وقيل: في جماعة اليهود، عن الحسن. وقيل: في قوم من اليهود قالوا لعمار وحذيفة: بعد أحد لو كان دين محمد حقا لما أصابه هذا فارجعا إلى ديننا، فقال عمار - رضي الله عنه -: رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبالإسلام دينا، فنزلت الآية.

* * *

(المعنى)

Page 546