323

La Discipline dans l'Interprétation

Genres

قلنا: لأنه ظرف، والعامل قيه (نبذ)، ولا يجوز أن يعمل فيه عاهدوا؛ لأنه منهم و(ما) إما صلة وإما صفة.

* * *

(النزول)

قال ابن عباس: لما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما عهد الله إليهم في التوارة في أمره والإيمان به، قال مالك بن الصيف: والله ما عهد إلينا في محمد عهد ولا ميثاق، فنزلت الآية، وقيل: عاهدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عهودا منها ألا يعينوا الكفار عليه، ثم نقضوا يوم الخندق ذلك، فأعانوا قريشا، وأرادوا أن يلقوا عليه حجرا فأخبره الله بذلك، وذلك في قريظة فنزلت الآية، عن عطاء.

* * *

(المعنى)

ثم أخبر تعالى عن اليهود أيضا فقال: أوكلما هو استفهام والمراد الإنكار، و (كلما) لفظة تقتضي التكرار، والمراد به: قد تكرر منهم العهد والنقض عاهدوا يعني اليهود عهدا قيل: هو الميثاق الذي أخذه الله عليهم لتؤمنن بالنبي الأمي، عن ابن عباس، وقيل: أراد العهود التي كانت اليهود أعطتها من أنفسهم أيام أنبيائهم، وفي أيام نبينا؛ لأنهم عاهدوه أن لا يعينوا عليه مشركا، ثم نقضوا، وأعانوا قريشا يوم الخندق، عن أبي علي. وقيل: هو العهود التي كانوا يعطون: لئن خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - لنؤمنن به، ولنخرجن المشركين من ديارهم قبل البعث، فلما بعث كفروا به، ونظيره (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) وقيل: كانوا يعاهدون الله كثيرا، وينقضون، فأخبرهم بما يعلمونه من أنفسهم ما لا يعلمه غيره تعالى، عن الأصم.

وقيل: هو العلم بالتوراة وما فيها فلم يفعلوا، وكتموا وحرفوا إلا القليل، وهم الذين أسلموا نبذه قيل: نقضه، وقيل: ألقاه وتركه فريق منهم أي جماعة، يعني أن جماعة نبذوا العهد بل أكثرهم يعني أكثر المعاهدين لا يؤمنون ودخل عليه (بل)

لوجهين: أحدهما: أنه لما نبذه فريق بالنقض، وفريق بالجحد والتكذيب، ومعنى لا

Page 514