قلنا: قال الفراء: لأن العروض أنت مخير فيها إن شئت أدخلت الباء على أي
البدلين، وإن شئت تقول: اشتريت الثوب بكساء، واشتريت الكساء بثوب، فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الدراهم؛ لأدأ الدراهم ثمن أبدا.
ثمنا يعني عوضا قليلا يعني أنه بالإضافة إلى نعيم الجنة قليل.
* * *
(الأحكام)
الآية تدل على تحريم الرشا في الدين؛ لأنه لا يخلو إما أن يكون أمرا يجب إظهاره فأخذ المال عليه لا يجوز، أو يحرم إظهاره فالأخذ لإظهاره حرام.
وتدل على أن من غير شيئا من أمر الدين لأغراض دنيوية فهو داخل في الوعيد وقد خسر خسرانا مبينا، وهذا الخطاب كما يتوجه إلى علماء بني إسرائيل يتوجه إلى علماء السوء من هذه الأمة إذا اختاروا الدنيا على الدين، فتدخل فيه الشهادات والفتاوى والقضاء وإظهار البدع ونحو ذلك.
قوله تعالى: (ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون (42)
اللبس: الخلط والتغطية، ونقيضه الإيضاح، لبس لبسا ولبسة وتلبيسا.
والباطل نقيض الحق، ونظيره الفاسد، بطل الشيء إذا تلف، وأبطله جعله باطلا، وأبطله: نسبه إلى البطلان، وأصله الخبر الكاذب، ثم كثر حتى قيل لكل فاسد: باطل.
ويقال: ما موضع تكتموا من الإعراب؟
Page 354