Tahdib al-atar

al-Tabari d. 310 AH
37

Tahdib al-atar

تهذيب الآثار

Chercheur

محمود محمد شاكر

Maison d'édition

مطبعة المدني

Lieu d'édition

القاهرة

وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الذين شهدوا خطبته ذلك اليوم أن يبلغها الشاهد منهم الغائب ومعلوم أن كل من شهد ذلك من أمره قد لزمه من فرض الإبلاغ عنه على الانفراد ما لزمهم على الاجتماع وأنه لم يأمرهم بإبلاغ الغائب عنهم ذلك إلا والمبلغ عنه لازمه من فرض العمل بما أبلغ عنه من ذلك مثل الذى كان لازم السامع

لولا ذلك لم يكن للأمر بإبلاغه إياه إن كان غير لازمه به فرض العمل مثل الذى لزم المبلغ بسماعه منه عليه وجه معقول

لأن المبلغ ذلك من لم يشهده إن كان بهيئته قبل أن يبلغه فى أنه لم يلزمه من فرض العمل بما أبلغ ما لزم السامع فإنما كلف السامع أن يهذى فى وجه الغائب الذى لم يشهد سماع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من قائله إن قاله وصف منه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يجل عن أن يوصف به بأبى هو وأمى صلى الله عليه وسلم

القول فى البيان عما فى هذه الأخبار من الغريب

فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته بمكة حين ذكر الحرم لا يعضد شجره يعنى بقوله عليه السلام لا يعضد شجره لا يفسد ولا يقطع

وإنما ذلك مثل وأصله من عضد الرجل الرجل إذا أصاب عضده بسوء

يقال فى ذلك عضد فلان فلانا فهو يعضده عضدا

وللعضد معنى غير ذلك وهو أن يكون الرجل للرجل عضدا وعونا وهو مصدر من قول القائل عضدت فلانا على أمره فأنا أعضده عضدا إذا أعنته

Page 44