La Purification des Cœurs

Dirini d. 697 AH
106

La Purification des Cœurs

Genres

============================================================

قد تأخر وتغير لونه ، وقال للفقير تقدم فأنت والله آحق مفى ،طوبى لمن كان متلك، ثم قضى طوافه ومضى وهو منكس الرأس وقد عملت فيه الكلمات، فرجع إلى سيمده فاشترى منه نفسه وتصدق بكل مايملكه، ولبس جبة صوف وأقبل إلى البيت فى اليوم الثالث فلقينى، فقال لى ياشيخ : أترى الله تعالى يقبلنى بعد تلك الذنوب العظام ؟ فقلت له آبشر ياحبيق فأنت حبيب الله، أما علمت أنه يدعو المدبرين عنه ، فكيف بالمقبلين! فأخلص النية فإنه يقبلك على ما كان منك ، فقال ياعم طيبت قابى بعد آن كاد يتصدع فجزاك الله من واعظ خيراثم مضى، فلما كان فى اليوم السابع آتانى إنسان وقال لى ياشيخ عظم الله أجرك فى الشاب التائب فإنه قلد مات، فتلت له ألا تونيه فأتى بى فوجدته مجى ووجهه كداتآرة القمر، فسألت عن حاله فقيل لى إنه قد دخل فى هذا المكان وغل يده إلى عنقه ولزم المحراب يبكى على نفسه، فلما كان اليوم وجدناه ميتا.

قال ذو النون: فشهدت جنازته فلم يبق بمكة إلا القليل حتى حضروا جنازته، فرأيته تلك الليلة فى المنام وهو يتبختر ويقول: شتان مابين الخطوتين ، فقلت : حبيبى مافعل الله 19 بك ، فقرأ : ( إن المتقين فى جنات ونهر. فى مقعد صدق عمند مليك مقتدر).

وقال ذو النون : حقيقة التوبة أن تضيق عليك الأرض بما رحبت حتى لا يكون لك قرار، وتضيق عليك نفسك ، قال الله تعالى فى كعب بن ماللك ومرارة بن الربيع وهلال ابن أمية حين تخلفوا عن غزوة تبوك فهجرهم النبى صلى الله عليه وسلم والمسلمون خمسين صباحا، ثم جاءت توبتهم: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض 490 بما رخبت وضاقت عليهم أنفسهم) الآية .

فالتائب دائم التأسف كثير التلهف، يعرف من بين أمثاله بذبوله ويستدل على حاله بنحوله .

وقال الجنيد : التوبة على ثلاثة أركان : الندم على مافات ، والعزم على ترك المعاودة ، والسعى فى تلافى ما يمكن تلافيه من حقوق الله تعالى المفروضة وحقوق الناس، فإن لم يمكن فالعزم على الوفاء والدعاء للخصوم

Page 106