قال وتغيب الفتى عني فلم أره قال فكان عبد الواحد يردد هذا الكلام كثيرا ويبكي ويقول فرق الموت بين المصلين وبين لذتهم في الصلاة وبين الصائمين وبين لذتهم في الصيام ويذكر أصناف الخير
264 وحدثني محمد بن الحسين حدثني إبراهيم بن داود حدثني سهل بن حاتم وكان من العابدين حدثني أبو سعيد رجل من أهل الإسكندرية قال كنت أتيت في مسجد بيت المقدس قال فكان قل من يخلو من المتهجدين قال فقمت ذات ليلة بعدما قد مضى ليل طويل فنظرت فلم أر في المسجد متهجدا فقلت ما حال الناس الليلة لا أرى منهم أحدا يصلي قال فوالله إني لأفكر في ذلك في نفسي إذ سمعت قائلا يقول من نحو القبة التي على الصخرة كلمات كاد والله أن يصدع بهن قلبي كمدا أو احتراقا وحزنا قال قلت يا أبا سعيد وما قال قال سمعته يقول بصوت حرف
( يا عجبا للناس لذت عيونهم
مطاعم غمض بعده الموت منتصب )
( وطول قيام الليل أيسر مؤنة
وأهون من نار تفور وتلتهب )
Page 326