الاعتبار كان فعلًا وأما حركة الماء فقد لا نقول أنه من فعله بل هو من فعل الله. وعلى أي وجه كان فكونه فعلًا من حيث أنه حادث، إلا أنه دائم الحدوث وهو فعل من حيث أنه حادث.
قولهم لا تسمي هذا فعلًا بل معلولًا
فإن قيل: فإذا اعترفتم بأن نسبة الفعل إلى الفاعل من حيث أنه موجود كنسبة المعلول إلى العلة ثم سلمتم تصور الدوام في نسبة العلة، فنحن لا نعني بكون العالم فعلًا إلا كونه معلولًا دائم النسبة إلى الله تعالى فإن لم تسموا هذا فعلًا فلا مضايقة في التسميات بعد ظهور المعاني.
قولنا استعمالكم لفظة "فعل" مجاز
قلنا: ولا غرض من هذه المسألة إلا بيان أنكم تتجملون بهذه الأسماء من غير تحقيق وأن الله عندكم ليس فاعلًا تحقيقًا ولا العالم فعله تحقيقًا وأن إطلاق هذا الاسم مجاز منكم لا تحقيق له، وقد ظهر هذا.
1 / 142