[121] ولذلك كل من شبه تقدم الموجود الغير متحرك على المتحرك بتقدم الموجودين المتحركين أحدهما على الثانى فقد أخطأ وذلك ان كل موجودين من هذا الجنس هو الذى اذا اعتبر أحدهما بالثانى صدق عليه انه اما ان يكون معا واما متقدما عليه بالزمان أو متأخرا عنه والذى سلك هذا المسلك من الفلاسفة هم المتأخرة من أهل الاسلام لقلة تحصيلهم لمذهب القدماء فاذا تقدم احد الموجودين على الآخر هو تقدم الوجود الذى هو ليس بمتغير ولا فى زمان على الوجود المتغير الذى فى الزمان وهو نوع آخر من التقدم واذا كان ذلك كذلك فلا يصدق على الوجودين لا أنهما معا ولا ان أحدهما متقدم على الآخر .
[122] فقول ابو حامد ان تقدم البارى سبحانه على العالم ليس تقدما زمانيا صحيح .
[123] لكن ليس يفهم تأخر العالم عنه اذا لم يكن تقدمه زمانيا الا تأخر المعلول عن العلة لان التاخر يقابل التقدم والمتقابلان هما فى جنس واحد ضرورة على ما تبين فى العلوم فاذا كان التقدم ليس زمانيا فالتاخر ليس زمانيا ويلحق ذلك أيضا الشك المتقدم وهو كيف يتاخر المعلول عن العلة التى استوفت شروط الفعل .
Page 68