[56] قلت اكثر من يقول بحدوث العالم يقول بحدوث الزمان معه فلذلك كان قوله ان مدة الترك لا تخلو ان تكون متناهية او غير متناهية قولا غير صحيح فان ما لا ابتداء له لا ينقضى ولا ينتهى ايضا فان الخصم لا يسلم ان للترك مدة .
[57] وانما الذى يلزمهم ان يقال لهم حدوث الزمان هل كان يمكن فيه ان يكون طرفه الذى هو مبدأه أبعد من الآن الذى نحن فيه او ليس يمكن ذلك فان قالوا ليس يمكن ذلك فقد جعلوا مقدارا محدودا لا يقدر الصانع اكثر منه وهذا شنيع ومستحيل عندهم وان قالوا انه يمكن ان يكون طرفه ابعد من الآن من الطرف المخلوق قيل وهل يمكن فى ذلك الطرف الثانى ان يكون طرف ابعد منه فان قالوا نعم ولا بد لهم من ذلك قيل فهاهنا امكان حدوث مقادير من الزمان لا نهاية لها ويلزمكم ان يكون انقضاؤها على قولكم فى الدورات شرطا فى حدوث المقدار الزمانى الموجود منها وان قلتم ان ما لا نهاية له لا ينقضى فما الزمتم خصومكم فى الدورات الزمكم فى امكان مقادير الازمنة الحادثة .
Page 32