[39] وهذا القول انما يصدق فيما له مبدأ ونهاية خارج النفس أو فى النفس اعنى حكم العقل عليه بالشفع والوتر فى حال عدمه فى حال وجوده واما ما كان موجودا بالقوة اى ليس له مبدأ ولا نهاية فليس يصدق عليه لا انه شفع ولا انه وتر ولا انه ابتدأ ولا انه انقضى ولا دخل فى الزمان الماضى ولا فى المستقبل لان ما فى القوة فى حكم المعدوم وهو الذى اراد الفلاسفة بقولهم ان الدورات التى فى الماضى والمستقبل معدومة .
[40] وتحصيل هذه المسئلة ان كل ما يتصف بكونه جملة محدودة ذات مبدأ ونهاية فاما ان يتصف بذلك من حيث له مبدأ ونهاية خارج النفس واما ان يتصف بذلك من حيث هو فى النفس لا خارج النفس فاما ما كان منه كلا بالفعل ومحدودا فى الماضى فى النفس وخارج النفس فهو ضرورة اما زوج واما فرد وأما ما كان منها جملة غير محدودة خارج النفس فانها لا تكون محدودة الا من حيث هى فى النفس لان النفس لا تتصور ما هو غير متناه فى وجوده فتتصف ايضا من هذه الجهة بانها زوج او فرد واما من حيث هى خارج النفس فليس تتصف لا بكونها زوجا ولا فردا . وكذلك ما كان منها فى الماضى ووضع انه بالقوة خارج النفس أى ليس له مبدأ فليس يتصف لا بكونه زوجا ولا فردا الا ان يوضع بالفعل أعنى كونها ذات مبدأ نهاية . فكل ما كان من الحركات ليس لها كل ولا جملة اعنى ذات مبدأ ونهاية الا من حيث هى فى لنفس كالحال فى الزمان والحركة الدورية فواجب فى طباعها ألا تكون زوجا ولا فردا الا من حيث هى فى النفس .
Page 24