[36] قال ابو حامد الفرقة الثالثة الاشعرية اذ قالوا اما الاعراض فانها تغنى بانفسها ولا يتصور بقاؤها اذ لو تصور بقاؤها لم يتصور فناؤها لهذا المعنى وأما الجواهر فليست باقية بانفسها ولكنها باقية ببقاء زائد على وجودها فاذا لم يخلق الله تعالى البقاء انعدم الجوهر لعدم البقاء . وهو ايضا فاسد لما فيه من مناكرة المحسوس فى ان السواد لا يبقى والبياض كذلك وانه متجدد الوجود والعقل ينبو عن هذا كما ينبو عن قول القائل ان الجسم متجدد الوجود فى كل حالة والعقل القاضى بان الشعر الذى على رأس الانسان فى اليوم هو الشعر الذى كان بالامس لا مثله يقضى أيضا بذلك فى سواد الشعر . ثم فيه إشكال آخر وهو ان الباقى اذا بقى ببقاء فيلزم ان تبقى صفات الله تعالى ببقاء وذلك البقاء يكون باقيا ببقاء فيحتاج الى بقاء آخر ويتسلسل الى غير نهاية
[37] قلت هذا القول فى غاية السقوط وان كان قد قال به كثير من القدماء أعنى ان الموجودات فى سيلان دائم وتكاد لا تتناهى المحالات التى تلزمه .
Page 137