Le sourire éclatant dans la mention des gouverneurs des juges de Damas
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
[60]
الدين، ولابن صصري، ثم ولي خطابة دمشق مدة، ثم قضاءها، ثم قضاء الديار المصرية إحدى عشرة سنة، ثم نقل إلى قضاء دمشق، وأصابه طرف فالج مديدة، وتأسفوا عليه لأياديه وعلمه، والله يسمح لنا وله، حدث عن الفاروثي وغيره. انتهى.
وقال الصفدي: ولي القضاء وله نحو من عشرين سنة، وتفقه وناظر واشتغل بدمشق، وتخرج به الأصحاب، وناب في قضاء دمشق لأخيه إمام الدين سنة ست وتسعين. وأخذ المعقول عن شمس الدين الأيكي، وغيره وسمع من الشيخ عز الدين الفاروثي، وطائفة، وولي خطابة الجامع الأموي مدة، وطلبه السلطان وشافهه بقضاء دمشق ووصله بذهب كثير، فحكم بدمشق مع الخطابة، ثم طلب إلى مصر وولاه السلطان قضاء القضاة بالديار المصرية سنة سبع وعشرين وسبع مئة، وعظم شأنه، وبلغ من العز والجاه مالا يوصف، وحج مع السلطان، ورتب له ما يكفيه في سنة اثنتين وثلاثين وسبع مئة، ووصله بجملة، وكان إذا جلس في دار العدل لم يكن لأحد معه كلام ويرمل على يد السلطان في دار العدل، وتخرج القصص الكثيرة من يده، ويقضي أشغال الناس فيها، ووجد أهل الشام به رفقا كثيرا، وتيسرت الأرزاق والرواتب والمناصب بإشارته، وكان حسن التقاضي، لطيف السفارة، لا يكاد يمنع من شيء يسأل عنه، وكان فصيحا، حلو العبارة، مليح الصورة، موطأ الأكناف، سمحا، جوادا، حليما، جم الفضائل حاد الذهن، يراعي قواعد البحث، ويتوقد ذهنه ذكاء. وكان يخطب بجامع القلعة شريكا لابن القسطلاني، ثم إنه نقل إلى قضاء الشام عائدا سنة ثمان وثلاثين. فتعلل وحصل له طرف فالج. ثم أنه توفي في منتصف جمادى الأولى، ودفن بمقبرة الصوفية في سنة تسع وثلاثين وسبع مئة عن ثلاث وسبعين سنة، وشيع جنازته خلق عظيم إلى الغاية، وكثر التأسف عليه لما كان فيه من الحلم والمكارم، وعدم الشر، وعدم مجازاة المسيء إلا بالإحسان. وهو ينسب إلى أبي دلف العجلي. وكان يحب الأدب ويحاضر به، وله فيه ذوق كثير، ويستحضر نكته.
Page 87