[55]
وحدث عن شيخ الشيوخ، وابن عزون، والنجيب، والرضي بن البرهان، والرشيد العطار، وابن أبي اليسر، وعدة. وعني بالرواية، ومهر في التفسير، والفقه، وشارك في فنون. وكان ذا دين وتعبد، ونزاهة، وحمد في القضاء، أضر بآخرة وانقطع للطاعة. انتهى.
إمام الدين القزويني
والقاضي إمام الدين القزويني المشار إليه، هو قاضي القضاة إمام الدين أبو المعالي عمر ابن القاضي سعد الدين أبي القاسم عبد الرحمن بن الشيخ إمام الدين أبي حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن الحسن ابن إبراهيم بن علي بن أحمد بن دلف بن أبي دلف - أظنه الأمير أبو دلف القاسم بن عيسى التميمي العجلي صاحب الكرخ، أحد الأبطال المذكورين والأجواد المشهورين الذي ولي إمرة دمشق للمعتصم والله أعلم - القزويني ثم الدمشقي. ولد بتبريز سنة ثلاث وخمسين وست مئة، واشتغل في العجم والروم، وقدم دمشق في الدولة الأشرفية، هو وأخوه جلال الدين، فأكرم مورده وعومل بالاحترام والإجلال لرئاسته وفضله وعلمه، وقرر في مدارس ودرس بعدة منها. ثم في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ولي قضاء دمشق عوضا عن بدر الدين بن جماعة. وأبقي ابن جماعة في الخطابة وتدريس المدرسة القيمرية التي كانت بيد إمام الدين المذكور.
ودخل إمام الدين إلى دمشق عقب صلاة الظهر، يوم الأربعاء ثامن رجب، فجلس بالعادلية، وحكم بين الناس، وامتدحه الشعراء بعدة قصائد، منها قصيدة لبعضهم يقول في أولها:
تبدلت الأيام من عسرها يسرا ... فأضحت ثغور الشام تهتز بالبشري
وكان حال دخوله عليه خلعة السلطان، ومعه القاضي جمال الدين الزواوي قاضي قضاة المالكية وعليه خلعة أيضا. وقد شكرت سيرة إمام الدين في القضاء، وذكر من حسن أخلاقه ورياضته ما هو حسن جميل.
Page 77