[53]
الزكي، وآخر من ولي القضاء منهم، رحمهم الله تعالى وعفا عنهم، ودفن بتربتهم بالصالحية جوار ابن عربي.
شهاب الدين ابن الخويي
ثم ولي بعده قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله محمد بن قاضي القضاة شمس الدين أبي العباس أحمد الخوبي المتقدم ذكر ترجمة والده. ولد في شوال سنة ست وعشرين وست مئة بدمشق، ونشأ بها، ومات والده وله احدي عشرة سنة. ثم درس وهو صغير بالمدرسة الدماغية، وحصل علوما كثيرة، وصنف كتبا كثيرة منها كتاب فيه عشرون فنا. وله نظم علوم الحديث وكفاية المتحفظ وغير ذلك. ولي قضاء القدس، ثم انجفل أيام هولاكو إلى القاهرة فولي المحلة وبهنا. ثم نقل إلى القضاء الشام بعد موت ابن الزكي في ذي الحجة سنة خمس وثمانين، مع تدريس العادلية والغزالية، وكان من حسنات الزمان، وأكابر العلماء الأعيان. سئل عنه الحافظ جمال الدين المزي فقال: أحد الأئمة الفضلاء في عدة علوم. توفي وهو قاضي دمشق في خامس عشرين رمضان سنة ثلاث وتسعين وست مئة، ودفن عند والده بتربته بسفح قاسيون.
بدر الدين بن جماعة
ثم ولي بعده قاضي القضاة شيخ الإسلام بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن سعد الله بن جماعة بن علي بن حازم بن صخر بن عبد الله الكناني الحموي. ولي قضاء القدس سنة سبع وثمانين، ثم نقل إلى قضاء الديار المصرية سنة تسعين وجمع له بين القضاء ومشيخة الشيوخ، ثم نقل إلى دمشق بعد موت الأشرف بدر الدين بيسري بنحو سنة لما توفي شهاب الدين الخويي، وجمع له بين القضاء والخطابة ومشيخة الشيوخ وقدمها آخر سنة ثلاث وتسعين، ثم صرف عنها بالقاضي إمام الدين القزويني واستمر بدر الدين بالخطابة، وأخذ له من إمام الدين تدريس القيمرية، وجاء كتاب السلطان الملك المنصور لاجين بذلك، وفيه احترام وإكرام له. فدرس بالقيمرية يوم الخميس ثاني رجب منها. ثم أعيد إلى قضاء دمشق مضافا إلى ما بيده من الخطابة وغيرها.
Page 73