[50]
قاضي القضاة صدر الدين أبي العباس أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي البركات يحيى المعروف بابن سنى الدولة. ولد سنة ست عشرة وست مئة، اشتغل وتقدم، وناب عن والده، ثم ولي قضاء حلب، ثم ولي قضاء دمشق في حادي عشر ذي قعدة سنة ثمان وستين، وأضيفت إليه مع القضاء نظر الأوقاف، والجامع، والمارستان، وتدريس سبع مدارس: العادلية، والناصرية، والعذراوية، والفلكية، والركنية، والإقبالية، والبهنسية. وقرئ تقليده يوم عرفة يوم الجمعة بعد الصلاة بالشباك الكمالي من جامع دمشق.
وسار القاضي المعزول مرسما عليه. وقد تكلم فيه الشيخ أبو شامة وذكر انه في وديعته ذهب جعلها فلوسا والله أعلم. وكانت مدة ولايته سنة وشهرا. وعزل بابن خلكان، وتوفي بدمشق سنة ثمانين وست مئة، ودفن بسفح قاسيون.
وقال الذهبي في العبر في سنة تسع وخمسين وست مئة: وفي رجب بويع بمصر المستنصر بالله أحمد بن الظاهر بأمر الله محمد بن الناصر لدين الله العباس الأسود، وفوض الأمر إلى الملك الظاهر بيبرس. ثم قدما دمشق فعزل عن القضاء نجم الدين بن سنى الدولة بابن خلكان. انتهى.
وقال في سنة ثمانين وست مئة: وابن سنى الدولة قاضي القضاة نجم الدين محمد بن قاضي القضاة صدر الدين أحمد بن قاضي القضاة شمس الدين يحيى الدمشقي الشافعي. ولد سنة ست عشرة وست مئة. وولي القضاء عقب كسرة التتار، بعين جالوت، ثم عزل بعد سنة بابن خلكان ثم سكن مصر، وصودر، ثم ولي قضاء حلب، وقد درس بالأمينية وغيرها.
وكان يعد من كبار الفقهاء العارفين بالمذهب، مع الهيبة والتحري.
حدث عن أبي القاسم بن صصرى، وغيره، وتوفي في ثامن المحرم، ودفن بقاسيون. انتهى.
Page 67