[36]
كتبا في مجلسه. وذكره أبو شامة فقال: كان عالما صارما حسن الخط واللفظ. انتهى.
وولي نظر أوقاف الجامع وعزل منها قبل وفاته بشهور. وكان يحفظ عقيدة الغزالي المسماة بالمصباح ويحفظها أولاده. وكان له درس في التفسير يذكره بالكلاسة تجاه تربة الملك الناصر صلاح الدين.
قال أبو شامة: وأثنى عليه الشيخ عماد الدين بن الحرستاني وعلى فصاحته وحفظه لما يلقيه من الدروس. انتهى.
وكان مجلسه بالمدرسة النقوية شهد فتح بيت المقدس مع صلاح الدين سنة ثلاث وثمانين وخمس ومئة. قال الصفدي: وكان له يومئذ ثلاث وثلاثون سنة، واسمه على قبة النسر في التثمين بخط كوفي أبيض. فكان أول من خطب به بخطبة فائقة أنشأها، فصعد المنبر وهو لابس خلعة سوداء، وكان أول بداهته قوله تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} ثم أورد تحميدات القرآن كلها ثم قال: والحمد الله معز الإسلام. . . إلى آخرها. قال الصفدي: ولم يكن استعد لها، بل خرج إليه وقد إذن المؤذنون على السدة، وسأله السلطان أن يخطب ويصلي بالناس، وهذا مقام صعب، وقد ذكرها ابن خلكان في تاريخه. وجرت له قضية مع الإسماعيلية بسبب قتل شخص منهم فلذلك فتح له باب سر إلى الجامع من داره التي بباب البريد لأجل صلاة الجمعة. انتهى.
ومكاتبات القاضي الفاضل إليه مجلدة كبيرة، ولما فتح السلطان مدينة حلب سنة تسع وسبعين وخمس مئة أنشده القاضي محيي الدين قصيدة بائية أجاد فيها، ومنها:
وفتحك القلعة الشهباء في صفر ... مبشر بفتوح القدس في رجب
فكان فتوح القدس كما قال لثلاث بقين من شهر رجب من سنة ثلاث المذكورة. فقيل لمحيي الدين: من أين لك ذلك؟ فقال: أخذته من تفسير ابن برجان في قوله تعالى {الم، غلبت الروم، في أدنى الأرض}. . . إلى قوله {سنين}. توفي في سابع شعبان سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ودفن في تربته بسفح قاسيون.
Page 43