[33]
القضاة ضياء الدين أبو الفضائل القاسم بن تاج الدين يحيى ابن أخي قاضي الشام كمال الدين الشهرزوري. ولد سنة أربع وثلاثين، وتفقه ببغداد بالنظامية مدة، ثم عاد إلى الموصل، وقدم الشام وولي قضاءها بعد عمه، ثم استقال منه لما علم أن غرض السلطان صلاح الدين أن يولي ابن أبي عصرون، فأقاله، ورتبه للرسلية إلى الديوان العزيز.
وقدم بغداد رسولا من الملك الأفضل، فلما تملك العادل دمشق أخرجه منها، فسار إلى بغداد فولي بها القضاء والمدارس والأوقاف، وارتفع شأنه عند الناصر الدين الله إلى الغاية. ثم انه خاف الدوائر فاستعفى وتوجه إلى الموصل. ثم قدم حماه لمحبته لها فولي قضاءها، فعيب عليه ذلك. وكان جوادا ممدحا، له شعر جيد، ورواية عن السلفي، وحدث عنه. توفي بحماة في نصف رجب سنة تسع وتسعين وخمس مئة عن خمس وستين سنة.
شرف الدين بن أبي عصرون
والقاضي شرف الدين ابن أبي عصرون الحلبي الذي أشار إليه ابن كثير هو قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد عبد الله بن محمد ابن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون التميمي الموصلي، أحد أئمة الشافعية. ولد في ربيع الأول سنة اثنتين، وقيل ثلاث، وتسعين وأربع مئة. وأخذ عن أبي علي الفارقي، وإسماعيل الميهني، وتفقه على ابن برهان وعنه أخذ الأصول. وقدم حلب ودرس بها. واقبل عليه نور الدين الشهيد فقدم معه عندما افتتح دمشق. ودرس بالغزالية.
ثم رد وولي قضاء سنجار وحران مدة. وبنى له نور الدين بحلب مدرسة، وبحمص أخرى. ثم قدم دمشق في أيام صلاح الدين سنة ثلاث وسبعين فولى قضاءها حينئذ، واستمر إلى أن أضر سنة سبع وسبعين بتقديم السين فيها. فولى السلطان صلاح الدين ولده نجم الدين مكانه تطيبا لقلبه. وقد جمع جزءا في قضاء الأعمى وانه جائز، وهو وجه حكاه صاحب البيان لبعض الأصحاب قال: ولم أره لغيره.
قال الشيخ موفق الدين بن قدامة الحنبلي: كان ابن أبي عصرون إمام أصحاب الشافعي في عصره.
Page 38