[29]
قال ابن عساكر: كان حسن السيرة في أحكامه لما ولي قضاء دمشق عوضا عن القاضي أبي الحسن الغزنوي، قتل شهيدا على أنطاكية سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.
محمد بن موسى
وقال الصفدي: محمد بن موسى بن عبد الله القاضي، أبو عبد الله التركي، البلاساغوني الحنفي. سمع من الدامغاني، ومن أبي الفضل بن خيرون. وتولى قضاء القدس ودمشق، وعزم على نصب أمام حنفي بجامع دمشق من محبته في مذهبه، وعين إماما، فامتنع الناس من الصلاة خلفه وصلوا بأجمعهم بدار الخيل، وهي القيسارية التي قبلي المدرسة الأمينية. وهو الذي رتب الإقامة في الجامع مثنى مثنى. فبقيت إلى أن أزيلت زمن صلاح الدين سنة سبعين.
قال ابن عساكر: سمعت أبا الحسن بن قبيس يذمه ويذكر انه كان يقول: لو كان لي أمر لأخذت من الشافعية الجزية. وكان مبغضا للمالكية. توفي سنة ست وخمسين وخمس مئة. انتهى.
محمد الهروي
وتولى بعده محمد بن نصر بن منصور الهروي البسكاني نسبة إلى قرية من قرى هراة. ولد سنة ثمان وخمسين وأربع مئة. وكان في أول أمره وراقا فقيرا مؤدبا للصبيان. ولي القضاء ببغداد في سادس ذي القعدة سنة اثنتين وخمس مئة، وخوطب بأقضى القضاة زين الإسلام ، وخلع عليه وقرئ عهده على الناس. ثم عزل سنة أربع وخمس مئة، واتصل بخدمة السلاطين السلجوقية، وقدم دمشق ووعظ بها، ثم توجه إلى العراق وعاد إلى دمشق قاضيا. وأقام مدة، واستناب بدمشق القاضي زكي الدين أبا الفضل يحيى بن علي القرشي الشافعي، ثم رجع إلى العراق، وولي القضاء في مدن كثيرة من بلاد العجم، ولم يزل في السعاية بين السلاطين إلى الأقطار، حتى قتله الباطنية وولده بجامع همدان في شعبان سنة تسع عشرة وخمس مئة. وتولى قضاء دمشق يعده يحيى بن علي.
يحيى بن علي القرشي
وقال في العبر أيضا في سنة أربع وثلاثين وخمس مئة: ويحيى ابن علي بن عبد العزيز،
Page 33