Le sourire éclatant dans la mention des gouverneurs des juges de Damas
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
[99]
جاني بك الدوادار فتنة، فعزل وأخرج على وجه غير مرضي وغرم مالا كثيرا. وكان حسن التصرف في العلوم إلى الغاية، جيد الذهن حاد القريحة، ذكيا فصيحا، يلقي الدرس بتأني وتؤده، ويرد على من يبحث معه بالعلم لا بالقوة. قال الشيخ جمال الدين الطيماني إنه كان يدرس أحسن من أخيه شهاب الدين. وصدق فيما قال، لأن الشيخ كان يستروح ويعتني بما يلقيه، وأما قاضي القضاة فكان يعتني بدروسه كثيرا، وكان حسن الملتقى للناس كثيرا، كثير المباسطة لهم، محسنا للغرباء والواردين عليه، كثير المساعدة لأهل العلم والإحسان إليهم والتودد لهم، وكان قامعا للظلمة والمبتدعة، لا يهاب أحدا منهم، ولا يبالي، والله ينصره ويؤيده. وحصل للفقهاء به عز ورفعة. وكان يعتقد الفقراء والصالحين ويكرمهم ويزورهم، ومحاسنه جمة ومناقبه كثيرة وعليه مآخذ، ورحمة الله واسعة.
قال ابن حجر في تاريخه في سنة إحدى وعشرين وثمان مئة: وفي حادي عشر جمادى الأولى ولد للسلطان ولد اسمه موسى. فأرسل مرجان الخزندار مبشرا به إلى البلاد الشامية. فكان في حركته سبب عزل القاضي نجم الدين بن حجي قاضي الشافعية بدمشق. وذكر أنه وصل إلى دمشق فأعطاه كل رئيس ما جرت به العادة ولم ينصفه القاضي الشافعي. فلما رجع في شعبان أغرى السلطان به، ونقل عن النائب أنه يشكو من القاضي الشافعي المذكور، وأنه سأله في حكومة فغضب بسببها وبادر بعزل نفسه، فلما تحقق السلطان ذلك غضب عليه لكونه بادر بعزل نفسه بغير استئذان، وكتب إلى النائب بحبسه بالقلعة، واستمرت دمشق شاغرة عن فاض إلى أوائل شوال. فاستعطف السلطان عليه حتى رضي عنه وأعاده. ومات ابن السلطان موسى المذكور في ليلة شوال. انتهى.
ثم قال في سنة خمس وعشرين في شوال: وفيه صرف القاضي نجم الدين بن حجي عن قضاء دمشق بتاج الدين الكركي. انتهى.
Page 155