Le sourire éclatant dans la mention des gouverneurs des juges de Damas
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
[74]
بن يوسف المزي، وخلق.
واجاز له الحافظان: المزي والذهبي، ومحمد بن نباتة، وابن الخباز. وكان لا يترك البحث في وقت السماع، وحضر عند شيخ الإسلام تقي الدين السبكي، وبحث معه في الفقه، وتفقه على الشمس بن عدلان، وأخذ علم النحو، والتصريف، والأدب عن أبي حيان، والأصول والمعقولات عن الشمس الأصبهاني، وأجاز له بالإفتاء هو وغيره، ولازم البهاء بن عقيل وانتفع به، وتزوج بابنته. وحج سنة أربعين، ودخل بيت المقدس، ثم سنة تسع وأربعين. وولي إفتاء دار العدل. وهو أول شيء وليه من المناصب. ودرس بالحجازية، والبديرية، والخروبية، والخشابية، وولي قضاء القضاة بدمشق عوضا عن تاج الدين السبكي، فسار من القاهرة على البريد، وقدم دمشق بكرة نهار الأحد ثامن عشري رجب سنة تسع وستين. فدخل جامع بني أمية وصلى بالناس الظهر، وراح إلى العادلية والناس معه. فلما أصبح نهار الاثنين لبس التشريف ومشى إلى الجامع، وقرئ تقليده بمقصورة الجامع، ثم عاد إلى المدرسة العادلية وحكم بها بين الناس على العادة. ودرس في أول يوم من شعبان، وخطب الناس يوم الجمعة ثالثة على المنبر بالجامع الأموي، وحضر دار الحديث الأشرفية يوم الاثنين سادسه، فتكلم في فنون كثيرة كلاما محررا بعبارة فصيحة وصوت عال. فبهر الفضلاء ممن معه من المصريين وفضلاء الشاميين ما سمعوا منه، ولم ينازعه واحد منهم في منطوق ولا مفهوم.
ولم يزل على قضاء دمشق إلى أن سار منها على البريد يوم الاثنين تاسع ذي العقدة منها بمرسوم، وتوجه معه جماعة ممن ثار على التاج السبكي.
Page 112