Le sourire éclatant dans la mention des gouverneurs des juges de Damas
الثغر البسام في ذكر من ولى قضاة الشام
[71]
وجوهها بأهداب أثوابه، ويقتدي المتنسكون بما يرون من آدابه، فالله تعالى يمتع ببقائه أهل المصرين، ويجمع له ولمواليه خير الدارين، بمحمد وأله.
وقاضي القضاة تاج الدين السبكي المشار إليه هو العلامة قاضي القضاة تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي الأنصاري الخزرجي السبكي.
ميلاده بالقاهرة سنة سبع، بتقديم السين، وقيل ثمان وعشرين، وسبع مئة، وحضر وسمع بمصر من جماعة، ثم قدم دمشق مع والده في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين، وسمع بها من جماعة، واشتغل على والده وعلى غيره، وقرأ على الحافظ المزي، ولزم الذهبي وتخرج به، وطلب بنفسه ودأب. قال الشيخ شهاب الدين بن حجي: اخبرني أن الشيخ شمس الدين ابن النقيب أجازه بالإفتاء والتدريس. ولما مات ابن النقيب كان عمر القاضي تاج الدين ثماني عشرة سنة، وأفتى، ودرس، وحدث وصنف، وناب عن أبيه بعد وفاة أخيه القاضي الحسين، ثم استقل بالقضاء بسؤال والده، كما مر في شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين، ثم عزل نحو شهر. ثم أعيد، ثم عزل بأخيه بهاء الدين. وتوجه إلى مصر على وظائف أخيه، ثم عاد إلى القاهرة على القضاء على عادته، وولي الخطابة بعد وفاة ابن جملة، وحصلت له محنة شديدة، وسجن بالقلعة نحو ثمانين يوما، ثم عاد إلى القضاء سنة سبعين وسبع مئة. وقد درس بمصر والشام بمدارس كبار، فبدمشق: العزيزية، والعادلية، والغزالية، والعذراوية، والشاميتين، والناصرية، والأمينية، ومشيخة دار الحديث الأشرفية الدمشقية، وقد ذكره شيخه الذهبي في المعجم المختص وأثنى عليه.
قال ابن كثير: جرى عليه من المحن والشدائد ما لم يجر على من قبله، وحصل له من المناصب ما لم يحصل لأحد قبله. توفي شهيدا بالطاعون في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وسبع مئة. ودفن بتربتهم بسفح قاسيون عن أربع وأربعين سنة رحمه الله تعالى.
Page 106